إعانة النبيه على تصنيف نفسه بين المحدّث والفقيه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 01:45]ـ
الغالب في الناس اليوم هو التخصص ..
وترى كثيرا من طلبة العلم يصرف زمانا غير يسير
في استكناه ما تميل إليه نفسه .. ومعرفة الأليق بها ..
ويمضي من الوقت الطويل دون أن يقف على حقيقة ما يريد .. فتراه حيران .. وقد ينتهي إلى نتيجة غير دقيقة مفادها أنه متفنن بطبعه .. ولهذا لم يستقر على قرار في هذا الشأن ..
وسأضع ملامح يسيرة-بعون الله تعالى-قد تعين المبتدئين من أمثالي على تحديد الميسّر الذي خلقه الله في النفس .. فكلٌ ميسر لما خُلق له ..
-السمة البارزة في أهل الفقه .. براعة الاستنباط والقدرة على استخراج الأحكام والمهارة في استعمال القياس الصحيح .. وفي ذلك يتنافسون
قال تعالى"ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستبطونه منهم"
-والسمة البارزة في أهل الحديث القدرة على الحفظ .. والربط بين المحفوظات
حتى إذا استوفى أحدهم طرق الحديث .. ميّز الصحة من الضعف .. بجمع القرائن والتواريخ والأحكام في الرجال .. ومن ثم المحاكمة والخروج بنتيجة سديدة أو مقاربة ..
"نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع"
فكيف تعرف نفسك إن كنت من هؤلاء .. أو .. هؤلاء؟
سأضرب أمثلة يسيرة لعلها تفي بالمطلوب أو بعضه:-
1 - إذا أثبت الراوي شيئا .. ونفاه من هو أرجح بمزيد حفظ أو كثرة عدد ..
فإن كنت تميل إلى ترجيح رواية الإثبات .. فنفسك نفس الفقيه
وإن كنت -بطبعك-تجنح لموافقة المخالفين الذين هم أحفظ .. ففيك نفس أهل الحديث
وقس عليها ..
2 - إن كنت تميل للقول بالنسخ .. أكثر منك ميلا للجمع-أي بين الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض- .. فأنت أقرب للحديث
ولا عكس
3 - إن كنت كثير الترجيح لآراء أبي حنيفة وأهل الرأي .. فقد تكون أميل للفقه ..
وإن كنت أميل-بالطبع والفطرة-لترجيح آراء أحمد وفقهاء الحديث .. فأنت أقرب للحديث ..
لأن النَفَس الحديثي .. يميز صاحبه حتى في اختياراته الفقهية
ولا أعني هنا الميل الناشيء عن التعصب .. كما لا أعني نفي كون الإمام أحمد فقيها كما يزعمه بعضهم
4 - إذا كانت متعتك بقراءة كتاب نخبة الفكر أو فتح المغيث أكثر منها لدى قراءة كتاب روضة الناظر أو المحصول .. فأنت بطبعك أقرب لعلم الحديث ..
والحق أن هذه أوضح الأمارات
5 - إذا كانت أذنك تواقة لسماع حدثنا .. وأخواتها .. فيروق لك أن يُذكر الحديث بسنده
دون الاكتفاء بالمتن مجردا .. فقد تكون دلالة على كونك مخلوقا للحديث ..
6 - إن كنت مولعا بمطالعة القضايا الفقهية المعاصرة .. واختلافات العلماء فيها من النوزال التي ليس فيها سلف .. فأنت "مشروع" فقيه ..
7 - إذا كان ثمّ رجلان على ذات الدرجة من الفضل ..
وكان أحدهما فقيها والآخر محدثا .. فكنت ميّالا لسماع أحدهما على حساب الآخر ..
دون أن يتعلق ذلك بأمور خارجة أخرى كالأسلوب وغيره .. فمن كنت له أسمع .. فهي آية بهذا الصدد
ومن اجتمعت فيه الأمور فلم يترجح له ..
فهو فقيه محدث ..
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ..
وما سبق مجرد إشارات تعين في التنبيه إلى الملكات التي استودعها الله في عباده .. ولا يلزم أن تكون قوانين صارمة ..
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 10:41]ـ
وماذا إذا كانت نفسه تنازعه إلى معرفة الفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو والتاريخ والأدب والشعر، وكذلك الفلسفة والمنطق والكلام، وكذلك تعلم اللغات المختلفة، وكذلك الفيزياء والكيمياء والفلك، وكذلك معرفة السياسة والأحداث والواقع المعاصر، و ......... و .......... و ........ إلخ
لا شك أن هذا في حاجة إلى شفاء من مرض عضال، يصعب علاجه، وقد عبر عنه الشاعر بقوله:
ولكن نفسي إلى كل نوع ............... من العلم تسمعه تَنْزِعُ
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 11:32]ـ
هذا سيكون مصابا بدائي ..
فإن وفقه الله ويسر له فسيكون متفننا متقنا موسوعيا
ولكن بالطبع لن يتأتى له أن يحصّل من كل ما ذكرتم ..
ولكن قد يصبح-على ندرة- علامة في الفقه .. علامة في الحديث .. علامة في التفسير .. عالما في اللغة
وبقية الأشياء يأخذ منها من كل بستان زهرة ..
والله أعلم
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 01:28]ـ
انظروا كم من الغبن قد لحقكم لأنكم لم تخرجوا في التبليغ .. ؟:)
لو خرجتم أو لو خرجتم كما ينبغي و عرفتم حق المعرفة ... إذن لعلمتم أن هذا السبيل التبليغي هو الأداة الفعالة لتنتج جميع أنواع العلماء .. !؟ ثم أنت مختبيء في الأخفياء!!؟؟!!:):):)
الوقت يمضي أيها الإخوة فالعجلة العجلة.