[نصائح أخوية]
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 11:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كثر في هذا العصر الكلام والجدال والمناظرة والمباحثة والحوار في كثير من المسائل خلاف ما كان عليه الأمر في عهد النبي والصحابة رضي الله عنهم من بعده، وهكذا كلما بعد الأمر عن عهد النبوة كثر الكلام وقلت البركة وعم الجهل والهوى كما ذكر الحافظ ابن رجب _ رحمه الله _ في رسالته (فضل علم السلف) ولهذا أسباب كثيرة منها:
1 – الجهل وذلك أن العلم يجمع أقوال أهله في الجملة وكلما كثر الجهل كثر الخلاف لعدم وجود أمر مشترك يمكن الرجوع إليه وهذا الجهل يشمل:
أ – الجهل بالمسألة العلمية وعدم الإلمام بها إلماماً كاملاً يتصورها تصوراً حقيقياً وشرعياً موافقاً لواقع الحال وبجمع الأقوال والأدلة وتحريرها، ومعرفة المصطلحات الخاصة وإدراكها وفهمها فهم مدرك متخصص.
ب – الجهل بطريقة المناظرة وشروطها وآدابها وقواعدها.
ج – الجهل بالمصالح والمفاسد الواجب مراعاتها في الكلام على المسائل العلمية، والمقاصد الشرعية التي يجب النظر فيها، وما يسوغ الكلام فيه وما لا يسوغ والأماكن التي يمكن طرح المسائل فيها ومعرفة أحوال المخاطبين والقراء، والعواقب التي يمكن أن تنتج عن الكلام فيها وغير ذلك مما يعرفه أهل العلم ويراعونه حال الدرس أو التأليف أو غير ذلك.
2 – إعجاب كل ذي رأي برأيه والتعالم المذموم.
3 – الهوى وحظوظ النفس من الكبر والحسد والرغبة في الانتصار والمدح والثناء.
4 – الفراغ وعدم معرفة قيمة الوقت والعمر القصير الذي يعيشه المرء ثم ينتقل إلى دار أخرى.
5 – البعد عن منهج السلف في التعامل مع مسائل العلم وقلة الاطلاع في سيرهم وتراجمهم وكيف كانوا يتعاملون بالنظر إلى المسائل وبالنظر إلى المناظر.
6 – قلة التتلمذ على أهل العلم وحضور دروسهم مدة طويلة والتأدب بآدابهم، والتتلمذ على الأصاغر والتلقي عنهم.
7 – قلة خشية الله والخوف منه وعدم استحضار الوقوف بين يديه وسؤاله عن منطقه ولفظه.
8 – التعصب والتقليد المذموم للشيوخ واتباع زلاتهم حتى وإن تبين الخطأ فيما قالوه.
9 – التأثر بالجلساء والقرناء والخوف من الوقوع في عرضه بالذم لكونه يخالف في هذه المسألة قول شيوخهم أو قول طائفتهم.
10 – الاعتماد على العقول والرأي والظن في تقرير مسائل العلم وحب الفلسفة وإظهار الذكاء والتميز بفهم ما لا يفهمه سائر الخلق.
11 – سوء الظن بالمخالف وتصنيفه والحكم على مقصده ومراده دون النظر في صحة كلامه وموافقته للحق أو لا.
12 – الظروف السياسية والفكرية في بلاد المسلمين والتي نتج عنها ضرب قلوب المسلمين بعضهم ببعض وتفرق كلمتهم وتشتت آرائهم.
13 – طبائع النفس البشرية من الحدة والغضب والشراسة والعجلة، ودخول هذه الصفات في حال الحوار وعدم قدرة المتكلم على التخلص منها.
وقد تكلم أهل العلم كثيراً عن طرق الحوار والمناظرة والمباحثة سواء في كتب الجدل أو كتب أصول الفقه أو كتب السلوك أو غيرها من الكتب، وليس الأمر مشكلاً في مناظرة أهل الأهواء والبدع ولا في المناظرة في المسائل القطعية اليقينية أو المسائل التي وردت بحقها نصوص صريحة ظاهرة، وإنما يقع الإشكال كثيرا ً في المناظرة بين أهل السنة في المسائل الاجتهادية الظنية التي تختلف فيها الآراء والعقول فهي أدعى لكثرة الخلاف لما جبل الله عليه الخلق من اختلاف في عقولهم وفهومهم وأذواقهم وأمزجتهم وطبائعهم ولهذا أمثلة كثيرة يكثر الخوض فيها من سنوات في المنتديات والمجالس والدروس والمحاضرات العامة والخاصة ومنها:
1 – الكلام على الجماعات والشخصيات والكتب وكيفية التعامل معها.
2 – الكلام على فقه الواقع والسياسة.
3 – الكلام على منهجية طلب العلم.
4 – الكلام على التعامل مع الحكام.
5 – الكلام على مسائل الجهاد والحكم عليها في بعض البلدان.
وغير ذلك من المسائل.
ولذا فإني أذكر نفسي وإخواني ببعض الأمور التي يحسن بالمسلم مراعاتها حال الحوار والمباحثة والمناظرة في هذا النوع من المسائل:
¥