تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إنكار البدع في نصوص علماء الحنفية]

ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 10:50]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه

أما بعد:

فهذه طائفة من نصوص علماء الحنفية في إنكار البدع نقلتها لتكون حجة على الحنفية المعاصرين _وسيتبعها سلسلة لبقية المذاهب إن شاء الله تعالى _

مع العلم أن الذين سأنقل عنهم قد يكونون من محسني البدع غير أني سأجعل بعض نصوصهم حجةً عليهم

ولكني قبل البدء سأذكر مقدمات توضيحية

المقدمة الأولى في تعريف البدعة وذكر أقسامها

البدعة هي طريقةٌ في الدين مخترعة تضاهي الشرع ويقصد بها زيادة التقرب إلى الله

ولها قسمان

الأول البدعة الأصلية هي ما تثبت في الشرع لا أصلاً ولا وصفاً

الثاني البدعة الإضافية وهي ما ثبت أصلها في الشرع دون وصفها

المقدمة الثانية في ذكر الأصل في إنكار البدع

قال رسول الله عليه وسلم "أما بعد. فإن خير الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمد. وشر الأمور محدثاتها. وكل بدعة ضلالة" رواه مسلم من حديث جابر (867)

قال العرباض بن سارية ((وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه ابن ماجه وابن حبان والحاكم

قلت (كل) من ألفاظ العموم فيشمل هذا كل بدعة

ولا يحتج علينا مماحك بأن لفظة (كل) وردت في نصوص مخصصة فتلك قد خصصتها نصوص أخرى وأخرجتها عن الأصل وإلا فالأصل في (كل) أنها من ألفاظ العموم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها (1718)

قلت وهذا عموم يرفد العموم السابق

وقال أنس بن مالك ((جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله أتي لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)) متفق عليه

وهذا الحديث أصل في إنكار البدع الأصلية والإضافية

فأما الأصلية ففي إنكاره (ص) على من ترك النساء والطعام

وأما الإضافية ففي إنكاره (ص) على من قام الليل كله

فإن قيل العلة في هذا النهي وجود المشقة

قلنا العلة المنصوص عليها هي الرغوب عن السنة لا المشقة وتأمل كيف جعل الزيادة في التعبد على ما كان عليه (ص) رغوباً عن سنته

وقال ابن عمر ((كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة))

رواه المروزي في السنة والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى وسنده صحيح

وفي هذا الأثر الرد البليغ على من زعم الإجماع على أن الدين فيه بدع حسنة

عن ابن عباس أنه قال:

((حدث الناس كل جمعة مرة، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرار، ولا تمل الناس هذا القرآن، ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم، فتقص عليهم، فتقطع عليهم حديثهم فتملهم، ولكن أنصت، فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه، فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك. يعني: لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب)) رواه البخاري

فانظر رحمني وإياك إلى نهيه عن السجع في الدعاء وتعليله لذلك بعدم فعل النبي (ص) وصحابته لذلك

فدل على أن ترك ما تركوه قربة إلى الله والإقدام على فعل ما تركوه منهيٌ عنه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير