فصلٌ في حذف الألقاب في الدعاء!
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 06:08]ـ
فصلٌ في حذف الألقاب في الدعاء!
هذا ـ فيما يبدو لي ـ أدبٌ شرعيٌّ لطيف ...
وهو أن من فقه الرجل في السنة، أنه إذا دعا لشخصٍ يحبه ويعظمه، حَذَفَ ألقاب التعظيم والتبجيل، فلا يقول:
اللهم اغفر لفضيلة الشيخ فلان، أو لجلالة الرئيس فلان!
أو: اللهم ارحم صاحب الفضيلة العلامة فلان!
أو اللهم ارحم شيخنا وإمامنا فلان!
وغيرها من الأدعية الاستعراضية ... الشائعة
بل يقول: اللهم اغفر لعبدك، أو لأمتك
هذا هو ظاهر السنة كما هو معلوم.
ذلك أن المقام مقام إظهار افتقار للرب جل وتعالى:
واللهُ أكرمُ من رجوتَ نوالَه **** والله أعظمُ من ينيل نوالا
ملكٌ تواضعت الملوك لعزِّه **** وجلالِه سبحانه وتعالى
فأما ما يراد به التعريف من الألقاب فظاهر السنة أنه لا حرج، كأن تقول: اللهم انصر المجاهدين، أو وفّق الدعاة إلى سبيلك، كما في حديث: اللهم ارحم الأنصار.
كان هذا في خاطري منذ سنين، ولم أجد له شاهداً سلفياً فيما مضى، فكتمته، وبينما أنا أتصفح أدب الإملاء والاستملاء للسمعاني ـ رحمه الله ـ وجدته يروي بإسناده:
عن إسماعيل بن محمد المستملي، قال: كنت أقرأ على الشيخ الإمام أبي بكر بن حامد، فقلتُ: ورضي الله عن الشيخ الإمام وعن والديه، فقال: لا تعظمني عند ذكر ربي "اهـ[ص100].
وانظر الأثر الذي قبله أيضاً، [ص 99].
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 06:10]ـ
وهذا مما يستأنس به من فعل المخلوقين بعضهم مع بعض، والمثل الأعلى لله وحده:
حكي أنه " دخل زياد على معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وعنده ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، فلم يسلم زياد عليه، فقال له ابن عباس: ما هذا الهجران يا أبا المغيرة؟
فقال: ما هاهنا بحمد الله سوء ولا هجران، ولكنه مجلس لا يقضى فيه إلا حق أمير المؤمنين وحده "اهـ
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 01:46]ـ
هذه الحكاية يتاكد من ثبوتها وان ثبتت فهي خلاف السنة
لان الاصل في السلام ان يكون على جميع الحاضرين يسلم القليل على الكثير
والصغير على الكبير وهكذا ويسلم حتى على من لم يعرفه
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: (أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف).
رواه البخاري
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم).
رواه مسلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 07:58]ـ
شكر الله لكم يا شيخ خالد هذه الإفادة
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 10:06]ـ
/// حيا الله أباعبدالله وجزاه خيرًا على هذه الفائدة ..
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 10:50]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة، بل وعلى تجلية هذا المعنى الذي الذي يختلج في النفس -كما ذكرت- منذ أمد
وهذا -كما تفضلت- لا يحتاج إلى دليل بقدر احتياجه إلى معرفة آداب الدعاء وتعظيم الله عز وجل ..
وقد تذكرت قصة استسقاء المنذر بن سعيد البلوطي رحمه الله ولعل فيها ما يُفيد في هذا المعنى
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 06:02]ـ
هذه الحكاية يتاكد من ثبوتها وان ثبتت فهي خلاف السنة
جزاك الله خيراً: وتوضيحاً أقول: أعلم أن هذا خلاف السنة قطعاً، ثبتت القصة أو لم تثبت ...
وإنما أوردتها لا للاحتجاج بأصل الفعل، وإنما لتوضيح أن الناس يتأدبون في حضرة البشر بمثل هذا، فالله جل وعلا أولى ... هذا غاية القصد ...
وإليكم هذه القصة التي أوردها الفقيه القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا في كتابه الجليس الصالح في المجلس الستين منه، والتعليق المهم الذي ذكره، مما يوضح المراد:
" وقد ذُكر أن بعض جلساء الرشيد شمت الرشيد وقد عطس، فقال له بعض الحاضرين: لا ينبغي أن تفعل مثل هذا، ولا تخاطب أمير المؤمنين بما يقتضي منه تكلف الرد، وأن بعضهم قال: أصاب المشمت السنة وأصاب المعترض عليه أدب المجالسة للسلطان.
قال القاضي أبو الفرج: قد أصاب المشمت في هذه القصة إصابةً مطلقةً لا خطأ فيها ولا شريطة، وأخطأ الراد عليه والمعتذر لمن نهاه والموبخ له، ولو كان الأمر على ما ذكره لكان ينبغي للناس ترك السلام على أئمتهم إذا دخلوا عليهم والكف عن تعزيتهم وتهنئتهم، وأحق من شمت ودعي في مواطن الدعاء له أمير المؤمنين، وأولى من سارع إلى تحية المسلم بأحسن منه تحيته أو مثلها كما أمر الله عز وجل وبادر بتأدية الفرض فيه وفي ما جرى مجراه من التشميت وغيره أئمة الدين. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد على من شمته من أمته وأهل ذمته ويشمت من عطس من المسلمين بحضرته، وروي أن اليهود كانوا يتعاطسون عنده رجاء أن يدعو لهم. وعلى نحو ما وصفنا مضت الأئمة الراشدون والسلف الصالحون والخلفاء المهديون. وذكر أن الحجاج بن يوسف قال للناس يوماً: بلغني أن أمير المؤمنين عبد الملك عطس فشمته من حوله فرد عليهم، فيا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً. وروى بعضهم أنه كتب بهذا القول والأمنية إلى عبد الملك. وأكثر من يشير في هذه الأمور بغير الحق من لا رأي له ولا أمانة ولا للأئمة عنده موالاة ولا نصيحة. وقد تجاوزوا هذا الحد إلى السعي فيما يقدح في المملكة ويشعث أسباب الخلافة، ولكن ما الحيلة إذا كان الرأي في يد من يملكه ويتمكن من تصريفه على هواه فيه دون من يعرفه ويضطلع في ترتيبه مرتبته وإنزاله منزلته ويؤثر الحق على نفسه وأقربيه ولا يخاف لومة لاثم.
قال القاضي: وما أتى في سنة العطاس وما ندب فيه العاطس وأرشد إليه وصفة التشميت والرد على المشمت من الآثار والرواية والاخبار ومنظوم الأشعار أكثر من أن يحيط امرؤ به في مثل هذا الموضع "اهـ.
¥