تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

«تَكرارُ الحَجِّ والرُّؤْيَةُ الشَّرْعِيَّة»

ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 10:33]ـ

«تَكرارُ الحَجِّ والرُّؤْيَةُ الشَّرْعِيَّة»

لصاحب الفضيلة شيخنا الشّيخ العلاّمة صالح بن فوزان الفوزان

ـ سلّمهُ اللَّهُ تعالى ـ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

فإن الحج عبادة عظيمة تجمع بين العبادة البدنية والعبادة المالية وهو من أنواع الجهاد في سبيل الله إلا أنه لا قتال فيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. وهو الركن الخامس من أركان الإسلام وحج البيت واجب كل سنة على الأمة لقوله تعالى: ((ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)) فهو من هذه الناحية فرض كفاية وأما بالنسبة للأفراد فالحج مرة واحدة في العمر على المستطيع كما قال تعالى: ((من استطاع إليه سبيلا)) وقال صلى الله عليه وسلم: (الحج مرة واحدة. وما زاد فهو تطوع) وهذا من رحمة الله سبحانه فإنه لما كان الحج يحتاج إلى مال ينفق فيه وإلى قوة بدنية ويحتاج إلى سفر من مسافات بعيدة جعله الله مرة واحدة في العمر. فمن استطاع الحج بدنيا ومالياً وجب عليه أن يباشر الحج بنفسه.

ومن استطاعه ولم يستطعه بدنيا لعجز بدني مستمر فإنه يوكل من يحج عنه ويقوم بتكاليف الحج من ماله.

وأما تكرار الحج فهو مستحب إذا لم يترتب عليه أضرار بدنية بسبب الزحام الشديد والأخطار المترتبة على ذلك.

فإذا كان هناك أضرار فترك الحج النافلة أفضل لاسيما وهناك أعمال خيرية كثيرة ومجال واسع لمن يريد الخير من إطعام المحتاجين وإعانة المعسرين والإسهام في المشاريع الخيرية النافعة. وأيضاً لا بد من التقيد بالأنظمة التي وضعتها الدولة لمصالح الحجاج كتحديد عدد الحجاج لكل دولة. فلا تجوز مخالفة هذا النظام والحج من غير ترخيص وتعريض الإنسان نفسه للمسئولية التي قد يرتكب بسببها محظورات في الإحرام. ولا يؤدي الحج على الوجه المطلوب بسبب كثرة الزحام مما يجعله يترخص في أداء المناسك فيكون حجة ناقصاً وقد يكون غير صحيح بسبب ما يترك من المناسك أو لا يؤديه على الوجه المطلوب. ولاسيما النساء لما يتعرضن له من الخطر الشديد والمشقة الصعبة. فمن أدى فرضه فالأولى أن لا يكرر الحج في هذه الظروف الصعبة ويترك المجال لغيره ممن لم يحج.

قال الله تعالى: ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) وقال تعالى: ((لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)) وكما أسلفنا هناك مجالات واسعة لفعل الخير غير حج النافلة بإمكان المسلم أن يسهم فيها. وقد يكون أجرتها أعظم من حج النافلة.

هذا لو كان الحج متيسراً فكيف إذا كان الحج متعسراً كما هو الحال في هذه الأزمان. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه

كتبه: صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 10:35]ـ

المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة صالح الفَوزان.

( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=60)

ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 11:15]ـ

مِن بابِ الفائدةِ:

سُئلَ سماحة شيخنا الشَّيخ العلاَّمة عبد اللَّه بن عبد الرَّحمن بن جِبْرِيْنٍ

ـ حفظهُ اللَّهُ،ورعاهُ ـ:

تكرار الحج فيه أجر كبيرة بلا شك ولكن هل يرى فضيلتكم أن من كرر الحج مرات عديدة من الأفضل له إفساح المجال لإخوانه؟

فأجاب ـ أثَابَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ:

لا شك أن الحج عبادة فاضلة وفيها أجر كبير؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان: الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والفضة)) وغير ذلك من الأدلة،

وقد استحب بعض المشايخ -في هذه الأزمنة-

ترك تكرار الحج كل عام؛

حيث إن عدد الحجاج قد زاد وتضاعف عما كان عليه في الأزمنة السابقة بسبب وسائل النقل الحديثة التي سهَّلت للناس سرعة الوصول، فيحصل من الكثرة زحام شديد في صحن المطاف و المسعى وفي عرفات ومنى وعند الجمرات وفي ذبح الهدي وغيرها، وهذا رأي سديد؛ لما فيه من إفساح المجال للوافدين الجدد وتيسير أداء الفريضة بسهولة وترك مضايقة المفترضين، وقد يستثنى من ذلك أهل الأعمال النافعة كالدعاة والمرشدين وكذا الجنود والعاملون الذين ينظمون السير ويخدمون الحجاج ويحرصون على تسهيل أداء الفريضة للوافدين وضيوف الرحمن بما يسقط عنهم الوجوب ففي تكرار مجيئهم منفعة كبيرة، والله أعلم.

عبد اللَّه بن عبد الرحمن الجبرين

رقم الفتوى (7079).

الموقع الرّسمي لسماحته.

( http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=7079&parent=1048)

ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 11:07]ـ

بارك اللَّه في شيخاي الكريمَيْن الفَوْزَان وابن جبرين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير