تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الحمامات في الدين والأدب والتاريخ]

ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 11:55]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمامات جمع حمام وهي مرفق ضروري في الحياة البشرية المتحضرة وقدعرف قبل مجيء الإسلام بقرون ويبدو أن بلاد الحجاز لم تعرفه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الغالب عليها الحر ومن ثم لم يحتج أهلها الى الحمام، وكذلك كان الشأن على عهد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ولم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم حماما و لا خلفاؤه المذكورون آنفا، والحديث الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الحمام موضوع انظر: فتاوى ابن تيمية:21/ 301

وعلي رضي الله عنه " لما قدم العراق كان بها حمامات وقد دخل الحمام غير واحد من الصحابة، وبني بالجحفة حمام دخلها ابن عباس وهو محرم " نفسه

وروى الترمذي والحاكم بسند حسن عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام ... "

و خصص شيخ الإسلام ابن تيمية لموضوع الحمام نحوا من 43 صفحة من الجزء 21 {من 300 الى 342} في سياق حديثه عن غسل الجنابة

وللحمام في الشعر حديث طويل الذيل كقول القائل:

وللحمام حاءات ثمان * * * إذا كملت فقد كمل النعيم

فحمام وحناء وحوض * * * وحكاك له حجر يحوم

وحجام يزين ثم يعطي* * * حديدته وأنت به عليم

وحاء حديث من تصغي إليه* * * رخيم الدل منظره وسيم

وحاء ثامن وهو المؤدي * * * إليه وذاك الحاء العظيم

وقول الآخر:

إن حمامنا الذي نحن فيه * * * هو في حاجة الى الحمام

فدخلنا ونحن أبناء سام* * * وخرجنا ونحن أبناء حام

وقول الآخر في حمام:

هناك حمام بناه الفنش * * * وهو الذي قد كان فيه الفحش

من الرجال ومن النسوان * * * بكشف أعضاء لهم حسان

وفي "الأنيس المطرب بروض القرطاس" لابن أبي زرع " أن رجلا من اليهود احتفر أساس دار يبنيها لسكناه بقنطرة عزيلة من المدينة المذكورة - يعني مدينة فاس - والموضع يومئذ شعراء بالطخش والبلوط والطرفاء وغير ذلك، فوجد في الأساس دمية رخام على صورة جارية منقوش على صدرها بالقلم المسند:" هذا موضع حمام عمر ألف سنة ثم خرب فأقيم موضعه بيعة للعبادة "

يتبع

ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 12:56]ـ

نقل أبو منصور الثعالبي في تقبيح الحمام: "قال بعض السلف - القائل في بهجة المجالس أبو هريرة -:بئس البيت الحمام يكشف العورة ويذهب بالحياء، وفي الخبر أن الحمام من بيوت الشياطين

وذم الفضل الرقاشي الحمام فقال: يهتك الأستار ويذهب بالوقار ويؤلف بين الأقذار "

ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 09:43]ـ

إن الحديث في هذا الموضوع عن الحمامات العامة بالدرجة الأولى وفي آداب دخولها يقول ابن جزي في القوانين الفقهية في الكتاب الجامع الباب الثاني عشر لدخول الحمام:

" وهو للرجال دون النساء بعشرة شروط:

1 - أن يدخل وحده أو مع قوم يستترون ويتعمد أوقات الخلوة

2 - أن يستر عورته بإزار صفيق

3 - أن يستقبل الحائط لئلا يقع بصره على محظور

4 - أن يغير ما يرى برفق

5 - أن لايمكن الدلاك من عورته من السرة الى الركبة إلا امرأته ومملوكته

6 - أن يدخله بنية التداوي والتطهر من الوسخ

7 - أن يدخله بأجرة معلومة بشرط أو عادة

8 - أن يصب الماء على قدر الحاجة

9 - أن يتذكر به جهنم

10 - إن لم يقدر على دخوله وحده أن يكتريه من قوم يحفظون أديانهم."

* أما النساء فاختلف في دخولن فقيل يمنعن من الحمام إلا من ضرورة كالمرض أو شدة البرد وشبه ذلك، وقيل إنما منعن حين لم يكن لهن حمامات منفردة فأما مع انفرادهن دون الرجال فلا بأس، ثم إذا دخلت فقيل تستر جميع جسدها، وقال ابن رشد لا يلزمها من الستر مع النساء إلا ما يلزم الرجل ستره من الرجال فإن النساء مع النساء كالرجال مع الرجال

ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 09:52]ـ

مما قيل في هجاء حمام:

وحمام عدمنا الماء فيه * * * وأبكانا به لدغ الهوام

فلولا الدمع لم يبتل جسمي * * * ولولا الشمس لم تدفأ عظامي

وجدنا فيه شيخا لوذعيا * * * كبير السن محني السنام

فقلنا هل رأيت الماء فيه * * * فقال نعم ولكن في المنام

ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 08:52]ـ

مما ينسب إلى لإمام الشافعي رحمه الله قوله:

جسمي على البرد ليس يقوى * * * و لا على شدة الحرارة

فكيف يقوى على جحيم * * * وقودها الناس والحجارة

ولأبي محمد ابن السيد البطليوسي رحمه الله:

أرى الحمام موعظة وذكرى * * * لكل فتى أريب ذي ذكاء

يذكرنا عذاب ذوي المعاصي * * * وأحيانا نعيم الأتقياء

شقا هجر يشوب نعيم وصل * * * وحر النار في برد الهواء

إذا ما أرضه التهبت بنار * * * تبادر سمكه هطلا بماء

كصدر الصب جاش بما يلاقي * * * فلج الطرف منه بالبكاء

كأن له حبيبا بان عنه * * * فبان وخانه حسن العزاء

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير