كن علميًّا ..... ولا تكن مطيِّباتيًّا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 02:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنتشر في المنتديات العلمية ظاهرة اصطلحت على تسميتها (المطيِّباتيَّة) ولا مشاحة في الاصطلاح.
وهذه الظاهرة رأيت لها ثلاث صور (ولعل غيري يرى أكثر)
الصورة الأولى: من تراه يدخل إلى موضوع محتدم علميا بين طلاب العلم والمشايخ الأفضال، وكل يدلي بدلوه، ويأتي بدليله، فيرد عليه الآخر بالردود العلمية والتقسيمات المنطقية في مساجلة علمية باهرة، فإذا بهذا (المطيباتي) يقتحم هذا السجال العلمي، ويخوض في ذلك البحر اللجي، ولا يجد ما يشارك به لقلة بضاعته، فلا يجد ما يشارك به إلا قوله لهذا: رفقا رفقا، وللآخر: لا داعي للحدة، وكأنه سمع صوت صرصرة القلم وهو يكتب فأزعجته حدة الكاتب!
ولمن عجيب ما أذكره في هذا المجلس أني وجدت أحد الفضلاء (ولن أذكر الأسماء لعدم التجريح) يكتب موضوعا علميا يختص بعلم الحديث رواية، فرد عليه بعض المشايخ الفضلاء ردا منطقيا، فجاء أحد (المطيباتية) يقول للشيخ المفضال صاحب الرد: على رسلك فالأخ أحوج إلى بيانك ورفقك فهو يتكلم بطريقة عاطفية!
كذا قال هذا المسكين وهو لا يدري أن من يظن أنه يدافع عنه من الشيوخ المحققين المخضرمين!
وأنا لا أقصد هذا الأخ بعينه، ولا هذه الحادثة بعينها، ولكني أتكلم عن الظاهرة، فمثل هذه المشاركات تفسد النقاش العلمي، وتطيل المشاركات بالغث الوعر، فلا هو أثرى الموضوع، ولا ترك الأمر لأهله، وإنما كما يقال عندنا في مصر (جاء ليهدي النفوس)
الصورة الثانية: أصحاب (البركلة) و (الجزلخة) و (الفتحلة)، فهؤلاء نوع من (المطيباتية) لا يعرفون من المشاركات إلا: بارك الله لك، وجزاك الله خيرا، وفتح الله لك، وهي كلمات طيبة إذا وضعت في موضعها، كأن يكتب أحد الأفضال موضوعا قيما فتأتي المشاركات من كل حدب وصوب بالثناء والدعاء فهذا لا بأس به، لما فيه من إسعاده وتشجيعه على استمرار العطاء.
لكن تكمن مشكلة هذه الصورة من (المطيباتية) فيما لو كان صاحب الموضوع يريد جمع مادة علمية في موضوع ما، مثل: الكتب التي تشترط كذا، العلماء الذين كنيتهم كذا، المسائل التي فيها كذا، وغير ذلك، فيذكر ما لديه وهو يريد من إخوانه إثراء الموضوع بما عندهم من علم، لكن ما إن يذكر بضع مواضع حتى ينهال (المطيباتية) بالبركلات والجزلخات فيسودون عشرات الصفحات في ذلك حتى يمل القارئ ويثبط الكاتب ويضيع رونق الموضوع.
فكم من عنوان جذبني بحلاوته فدخلت لأجد صاحب المشاركة قد أبدع فيما ذكر، فعندما أرى الموضوع في كذا صفحة يسيل لعابي لهذه المادة العلمية القيمة، فلما أتصفح إذا بتسعة أعشار المشاركات (تطييب خواطر) فيتحول فرحي غما.
الصورة الثالثة: (المطيباتية) الطفيليون الذين يهيمون في المشاركات بلا غاية، فيدخلون في روضة علمية ماتعة، كل من فيها يسقيها، فهي غضة الأغصان، فإذا بهم يأتون بما لا صلة له ولا قرابة ولا نسب بهذا الموضوع من المشاركات، مثل: ما رقم الشيخ فلان، وما لون حذاء الشيخ علان، والنهاردة السبت ولّا الأحد، ويا ريت حد يقولي الساعة كام، وهكذا يخبط ما شاء بلا معنى ولا قصد ويفسد تسلسل النظم، فينفرط العقد.
فإلى كل هؤلاء أوجه نصحي وأنا أولى بالنصح منهم:
كونوا علميين .... ولا تكونوا مطيباتيين
وجزاكم الله خيرا
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 04:35]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مشكلة الشبكة بصفة عامة، والمنتديات العلمية الجادة بصفة خاصة أنك تجد: الشيخ الفاضل، والأديب، والدكتور، والتلميذ، والجاهل، والأمي، و وووو ....
وهذه مسألة يصعب ضبطها!
فهل نقول لمن أراد المشاركة: صور لنا بطاقتك الشخصية، وجميع الشهادات التي تحملها، حتى نرضى بك عضوا في المنتدى؟!
وقد حصل معي مرة هنا: أن أحد المشايخ الأفاضل اشتكى من مدح أحد الإخوة له، وراسلني على الخاص، فتهمت الموقف، وحذفت المشاركات المذكورة
فإذا بالرد يأتيني: لن أشارك معكم هنا .... أخوكم: فلان .... دكتوراه في مصطلح الحديث
هذه العبارات أحزنتني كثيراً، فما معنى: لن أشارك هنا، وما معنى أن تختم كلامك بـ: دكتوراه ...
فمن كان يشارك هنا أو في مكان آخر بنية معينة، لا يريد وجه الله تعالى، فأقول له: أحسن الله عزاءك
ومن الصعب التعامل مع أناس لا نعرفهم، يختبئون وراء شاشات الحاسوب، وكلهم بذهنية معينة، وفكر معين
والأمر يحتاج إلى دراسة نفسية جادة
والمثال الذي ذكرتَه محزن حقاً، وقد وقع من قبل لأحد الشيوخ الأفاضل، وأجزم أنه سيقع في المستقبل مادام الاشتراك على الانترنت مفتوحا للجميع
والله أعلم
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 05:19]ـ
كلامٌ سديدٌ في أكثره ...
(بارك الله فيك):)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 11:43]ـ
والذي يزعج أكثر من هذا
تحول النقاش من من نقاش حول الفكرة والقول إلى النقاش حول الشخص والذات
فالله المستعان
¥