[وقال الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله]
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 10:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشيخ الإمام البشير الإبراهيمي عليه رحمة الله
ولما ذكرنا من علاقة العرب بالضّبّ سمّوا به على عاداتهم في التسمية بالأشجار والنبات والأحجار والحيوان , ولهذه الأسماء العربية المنقولة من أسماء الجماد والنبات والحيوان فلسفة خاصّة كنت أمليت فيها دروساً عديدة على تلامذة دار الحديث بتلمسان في 1357هجرية وكتبها عنّي التلاميذ وجعلتها مقدمة لدرس أنساب العرب , وقد سئل بعض العرب , مالكم تسمّون أبناءكم بأسماء قبيحة جافية, وتسمون عبيدكم بأسماء حسنة كسرور ورباح ? فأجاب العربي: إننا نسمي عبيدنا لأنفسنا أمّا أبناؤنا فهم لعدوّنا , يعني أن العبيد للخدمة والمهن المنزلية أو للقيام على الماشية , وكلّها سلمٌ واطمئنان , فكان المناسب هذه الأسماء المفرحة التي تجري مجرى الفأل.
وأمّا الأبناء فمرمى العرب من كثرة النّسل لاعتزاز بهم والاعتماد عليهم في الغارات والانتصاف من الأعداء , وأليق الأسماء بهذه المواقف: "جندل" و "ونهشل" و "صخر" و " ليث" و "فهد" و " عوسجة" و " حرب" لأنها تثير في نفوس الأعداء خيالات من معانيها , ومن الغريب أن العرب لم تسمّ ضبّاً بلفظ المذكر إلاّ قليلاً , وأغلب ماسمّت به ضبّة بلفظ المؤنث وهو علم على عدّة قبائل يُطلقون عليها ضباب.
ومن أشهر من تسمّى بهذا الاسم ضبّة بن أدّ بم طابخة وهي قبيلة مشهورة يعُدّها النسّابون الجمرة الثالثة من جمرات العرب , وجمرات العرب هي قبائل استقلّت ولم تحالف غيرها لعزّها ومنعتها , ولفظها مأخوذ من التجمّر , وهو التجمّع , وهذه الجمرات هي نمير بن عامر وضبّة بن أدّ والحارث بن كعب , ويقول علماء النّسب إنّ الجمرتين الأخيرتين انطفأتا بالمحالفة لأنّ ضبّة بن أدّ حالفت الرّباب والحارث بن كعب حالفت مذحج , وبقيت نمير بن عامر جمرة متّقدة لم تحالف أحداً إلى أن جاء الاسلام , وكما تسمّى هذه القبائل جمرات تسمّى جماراً.
يقول الفرزدق: (خطرات ورائي دارمي وجماري) ونسيت الشطر الأول.
ومما يطربني من كلام الشعراء في ذكر الجمرة والجمار قول مهيا الديلمي تلميذ الشّريف الرّضى في إحدى قصائده
يابنة (الجمرة) من (ذي يزن) ** في الصميم العدّ والبيت الرّحيب
يابني: إنّ مما آسف عليه أسفاً لا ينقضي , ضياع هذا العلم من بيننا , علم أنساب العرب وأيام العرب وأمثال العرب , وإنها لكنوز من المعارف وأجزاء كاملة من التاريخ والأدب ومحال أن يزدهر الأدب العربي ويؤثر آثاره المرغوبة في ناشئتنا إلاّ اذا استكمل الأدباء هذه الأجزاء المفقودة. انتهى كلامه رحمه الله
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 10:57]ـ
لقد كان الشيخ البشير الابراهيمي زيادة على امامته في علوم اللغة والبيان فقد كان رحمه الله نسّابة حافظ لأنساب العرب ولذلك ذكره الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه النفيس " طبقات النسّابين "
قال حفظه الله:" الإبراهيمي الإدريسي السلفي. م سنة 1385 ه رحمه الله تعالى.
ترجم لنفسه ترجمة حافلة في: مجلة للغة العربية بمصر وفيها قال: " وأخذت أنساب العرب وأدبهم الجاهلي والسيرة النبوية عن الشيخ محمد عبد الله زيدان الشنقيطي وهو أعجوبة الزمان في حفظ اللغة العربية وأنساب العرب، وحوادث السيرة " أه.
وبيت الفرزدق الذي أشار اليه الشيخ هو:
وإذا كلاب بني المراغة ربضت ... خطرت ورائي دارمي وجماري
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 05:04]ـ
جزاك الله خيرااا