تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سبحان معلّم الإنسان: لو كان ابن القيم يعلم الغيب لما قال بعض ما قال.

ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 01:03]ـ

قال - رحمه الله - في مفتاح دار السعادة (1/ 489):

(( ... وكذلك اعطاهم من العلوم المتعلقة بصلاح معاشهم ودنياهم بقدر حاجاتهم كعلم الطب والحساب وعلم الزراعة والغراس وضروب الصنائع واستنباط المياه وعقد الابنية وصنعة السفن واستخراج المعادن وتهيئتها لما يراد منها وتركيب الادوية وصنعة الاطعمة ومعرفة ضروب الحيل في صيد الوحش والطير ودواب الماء والتصرف في وجوه التجارات ومعرفة وجوه المكاسب وغير ذلك مما فيه قيام معايشهم ثم منعهم سبحانه علم ما سوى ذلك مما ليس في شأنهم ولا فيه مصلحة لهم ولا نشأتهم قابلة له كعلم الغيب وعلم ما كان وكل ما يكون والعلم بعدد القطر وامواج البحر وذرات الرمال ومساقط الاوراق وعدد الكواكب ومقاديرها وعلم ما فوق السموات وما تحت الثرى وما في لجج البحار واقطار العالم وما يكنه الناس في صدورهم وما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام وما تزداد)) ..... إلى أن قال - رحمه الله -: ((فمن تكلف معرفة ذلك فقد ظلم نفسه وبخس من التوفيق حظه ولم يحصل الا على الجهل المركب والخيال الفاسد في أكثر امره وجرت سنة الله وحكمته ان هذا الضرب من الناس اجهلهم بالعلم النافع وأقلهم صوابا فترى عند من لا يرفعون به رأسا من الحكم والعلم الحق النافع مالا يخطر ببالهم اصلا وذلك من حكمة الله في خلقه وهوالعزيز الحكيم ولا يعرف هذا الا من اطلع على ما عند القوم من انواع الخيال)).

قلت: وقد أصبح ممكناً متيسراً الكشف عما تحت الثرى - كالمعادن والبترول - بالأجهزة الدقيقة والأقمار الصناعية، وكذلك حصر أقطار العالم ومعرفتها فالأقمار تلتقط الصورة الجوية للدول والقارات والممالك والمدن بل حتى القرى ودقائق تضاريسها - لا تنس قوقل إرث المتاح للجميع! - وكذلك تيسر معرفة مافي لجج البحار بواسطة الأقمار كذلك بالمسح الجوي الحديث والغواصات المتقدمة وغيرها، وتيسر معرفة الكثير عن أعداد الكواكب في الكون المنظور والمجرات وما بداخلها وأبرز خصائصها إلى غير ذلك. {علم الإنسان مالم يعلم}، رحم الله ابن القيم، ونعوذ بالله من أن نكون ممن إذا استغنى طغى {كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى}

ـ[شريف شلبي]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 11:24]ـ

ما علمه الانسان ليس إلا أقل القليل " وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً "

فلم يحصر الانسان أقطار العالم كما ذكرت فلربما علم عدد الكواكب في حارته الشمسية (أقصد مجموعته الشمسية) وكل يوم يكتشف عن تفصيلاتها ما لم يكن يعلمه بالأمس، والكون أعظم وأوسع بكثير ويضم الملايين من المجموعات والمجرات مثل المجموعة الشمسية، بل كل يوم يكتسب فيه علماً زائداً يكتشف في نفس الوقت مقدار جهله لأنه يعلم الكثير عن سعة الكون وعظمه، وهكذا في كل مجال علمي يفتح الله فيه على الانسان.

ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 12:55]ـ

صدقت، جزاك الله خيرا. وابن القيم لم يرد العلم المطلق بحصر هذه الأشياء وغيرها، فهذا لرب العالمين فقط، ولا يقول به أحد، وإنما أراد من تكلف علم ما ذكرت بالوسائل المتاحة في زمنه، وهذا صحيح. أما اليوم فهل كان يخطر ببال ابن القيم - على سبيل المثال - أن الرجل يستطيع أن يسافر من أقصى مشرق العالم إلى مغربه في ساعات؟

ـ[وافي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 01:40]ـ

على هذه القاعدة سأقول: لو كان الخلفاء الأربعة يعلمون الغيب لما قالوا بعض ما قالوا.

و من تبعهم بإحسان أيضاً.

و القرون المفضلة أيضا ..

علم السفر بساعات قليلة كان قبل ابن القيم بقرون .. فالرحلات الجوية مستمرة من عواصم الدول إلى مكة والعكس بأسرع من طائرات الكونكورد .. شهد على هذا ابن القيم وشيخه أحمد بن تيمية و الأئمة من قبلهم .. و هذا ثابت لا يحتاج إلى تفصيل .. فقد كانت الجن تفعل هذا بإخوانها من الإنس، وما كان المسافر يعرف طيف طار كما ذكر ابن تيمية ذلك.

بل لم نسمع قط بحوادث الجن في السماء أو تأخير رحلة، إذن كان طيرانهم أفضل من طائراتنا من هذه الحيثية.

- أما عدد الكواكب وتقديرها فلا يعلمه إلا الله تعالى، والتلسكوبات الكبار لم تدرك رمية سهم، كيف والله موسع في الكون كما قال سبحانه وتعالى.

-أما لجج البحار فلا يعلم ما فيها إلا الله تعالى، وأقل دليل على ذلك تلك السلحفاة التي تحملها شاحنة البضائع الكبيرة والتي ما عُلم بربع حجمها، فكيف نصفه!

وذلك الحبار الضخم الذي يأكل الإنس وسمك القرش، ما كان معروفا .. وكل يوم يظهر ما يجد فيُحرج البشرية.

أما أقطار العالم فما تعلمها البشرية، بل أخفى الله تعالى بعضها، منها سد يأجوج ومأجوج، ومنها جزيرة الدجال .. فلا قوقل ولا غيره يحيط بها.

أما المعادن فهي تُستنبط من الأرض من قبل الإسلام، و نظرة في كتب التاريخ والجغرافيا تكفي. ومنه سُمي النبط بذلك لكونهم يستنبطون الماء.

- هذا ما أحببتُ أن أبينه لك أخي، وللإخوة جميعا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير