تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تقلص نفوذ المذاهب]

ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 07:33]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

... لا يخفى عمن له بصيرة بالواقع الاتجاه العام , الذي يسلكه الفقه في هذه الأعوام , فإني لا أشك أنه متّجه الآن إلى الإندماج , وأن الأمة سائرة منذ حين إلى تقلص نفوذ المذاهب الفقهية وقلّة مالها من رواج , كما كان عليه الأمر في القرنين الثالث والرابع, إلاّ أن الأمر يومئذ كان متجها نحو استحكام المذهبية , وهو الآن متجه نحو ضعفها وانفراط أمرها , مع الفارق في الأسباب , وفي المستوى العلمي لدى الناس , ومما ساعد على ذلك , وسائل الإتصال , وسرعة الانتقال , وفشو الكتب والتسجيلات , واستفحال أمر الفضائيات والقنوات , ومن أهم هذه الأسباب ذهاب الخلافة الإسلامية , وضعف ارتباط الحكم بالدين , بل انتقاض عرى الحكم بما أنزل الله في الجملة , فلم يعد الأمر نزاعاً مذهبياً , بل صار حكماً لا علاقة له بالشرع , هذا إلى قلة تدارس الكتب الفقهية المذهبية , لما يغلب عليها من التعقيد وكثرة التفاصيل , " واختلاف منهجيتها عن منهجية التعليم الحالي " , في مقابل كثرة الكتب والرسائل العلمية من المذاهب الأخرى , , وسهولة مأخذها , وتناولها لبعض النوازل التي لم تتناول من وجهة نظر المذهب السائد , بل إن كثيراً ممن يزعمون أنهم متقيدون بمذهب ما , ويتبجحون بهذه العبارة , لا يلتزمون المذهب , لا في شؤونهم الخاصة, ولا فيما قد يجيبون غيرهم من السائلين , فالزّمن الذي نعيشه , ليس زمن التقليد الخالص للمذاهب , كما كان عليه الأمر منذ نحو القرن , وليس هو بزمن التحرّر , كما كان عليه في العصر الأول , الذي لا أرى أنّه يتكرّر , وإنما هو أشبه بما كان عليه الأمر في القرنين الثالث والرابع , مع التباين الكثير بينهما , قال ولي الله الدهلوي:" فالكتب والمجموعات محدثة , والقول بمقالات الناس , والفتيا بمذهب الواحد من الناس , واتخاذ قوله والحكاية له في كل شيئ , والتفقه على مذهبه , ولم يكن الناس قديماً علىذلك , في القرنين: الأول والثاني. (الانصاف في بيان اسباب الاختلاف).

والحق أن الاجتهاد قد تناقص ابتداء من نهايات القرن الرابع , حيث وضعت المختصرات , وأخلد الفقهاء إلى التقليد من غير نظر في الأعلم بل بحسب الاتفاق , والتشهي والتعظيم , والعادة , والبلد , فلو أراد الطالب اليوم في المغرب أن يتمذهب لأبي حنيفة لعسُر عليه , كما لو أراد أن يتمذهب لابن حنبل ببخارى ". (سير أعلام النبلاء)

قال شارح المراقي: الظاهر أن مذهب مالك يتعين على جل أهل المغرب , إذ لا يكاد يوجد فيهم من يعرف فقه غيره من المذاهب ,,, " (نثر البنود على مراقي السعود)

ولكني لا أحسب أن الأمر الآن كما قال.

والمنتظر ممن عرف هذه الحقائق أو بعضها , أن يضع في حسبانه هذا الذي ذكرت إذا ألّف , فلا يجاري المغالين في غلوائهم , ولا يساكن المتعصبين في جحورهم , بل يقف موقف الوسط , وهو يقتضي منه أن يحاول بيان راجح الأقوال من مرجوحها , وقويّها من ضعيفها , بحسب الإمكان , حتى يستمرّ انتفاع الأمة بتلك التآليف , ولا تغدوا نسياً منسياً , كما هو الواقع اليوم ,

والله أعلم

ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 08:08]ـ

بارك الله فيكم أخى الكريم ووفقكم وسددكم

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 08:57]ـ

المذهب ما هو إلا مدرسة لتنظيم طلب العلم، وليس إلها يعبد، أو نبيا يجب اتباعه.

وتقلص المذاهب هذا الذي تقوله دونه خرط القتاد!

وأئمة المذاهب أصلا على مر العصور يرجحون ما يخالف المذهب، فالنووي يرجح ما يخالف مذهب الشافعي، وابن عبد البر يرجع خلاف مذهب مالك، وابن الهمام يرجح خلاف مذهب أبي حنيفة، وابن تيمية يرجح خلاف مذهب أحمد.

بل حتى ابن حزم يخالف داود أحيانا، ولا إشكال في ذلك ولا نكير.

وكثير من علماء المذاهب لهم أياد بيضاء في الدعوة إلى اتباع الدليل ونبذ التعصب، مثل الإمام الشاطبي والإمام القرافي والإمام ابن حجر والإمام أبو عبد الله المقري، والإمام أبو شامة، وغيرهم كثير.

بل كثير من أئمة المذاهب أنفسهم كانوا ينكرون على أصحابهم العصبية للمذهب وترك اتباع الدليل، أو الاستدلال بما لا يصح، كما في الرسالة المشهورة من البيهقي لأبي محمد الجويني.

والنووي رحمه الله في مقدمة المجموع قال إن أصحاب الشافعي وافق اجتهادهم اجتهاده، فليسوا مقلدين له، ولذلك قد يختارون مذهبه القديم وقد يختارون مذهبه الجديد، وقد يختارون ما يخالف مذهبه أصلا لأنه غير جار على قواعده، أو لأنه قد صح فيه الحديث الذي لم يبلغه أو غير ذلك.

ومذهب الحنفية نفسه الذي يشتهر عند الناس بأنه يخالف النصوص، وجدنا أكبير صاحبين لأبي حنيفة وهم أبو يوسف ومحمد بن الحسن يخالفان أبا حنيفة في ثلثي المذهب!! وقصة رجوع أبي يوسف لكلام مالك في قدر الصاع مشهورة، فأين التعصب المزعوم؟!

فالتوسط والاعتدال المطلوب ليس في نبذ المذاهب، وإنما في نبذ التعصب.

وأكثر الذين يخالفون المذاهب الأربعة ويدعون لتركها هم من أشد الناس عصبية واتباعا للهوى وبعدا عن الإنصاف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير