[تفنيد الشيخ رشيد رضا لاتهامات المشايخ المقلدين للامام محمد عبده واثبات سلفيتهما]
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 01:46]ـ
الكاتب: محمد رشيد رضا بمجلة المنار مجلد 33 صفحة 373 وما بعدها:
وأما جريدة المقطم فما نشر فيها بقلم الشيخ الدجوي (عضو هيئة كبار العلماء) من الطعن في الأستاذ الإمام (محمد عبده) فهو كذب وتحريف بجهل وسوء نية نبينه ليقيس عليه قارؤها غيره مما ينشره هذا الشيخ، ويعلم أن سبب إعراضنا من قبل ومن بعد عن الرد عليه هو ما صرَّحنا به في المنار من عدم ثقتنا بنقله ولا بعلمه ولا بفهمه ولا بحسن نيته. قال في مقالة المقطم الذي صدر في تاريخ 16 جمادى الأولى 6 سبتمبر ما
نصه: (ومن الغريب أن صاحب المنار - أي الشيخ رشيد رضا - يقول: إن مشيخة الأزهر تمنع الاهتداء بكتاب الله وسنة رسوله) إلى أن قال: (وإني لأعجب له كيف يقول: إن الأستاذ الإمام كان ينقم على الشيخ أحمد الرفاعي - من علماء الأزهر - وأمثاله عدم الأخذ من القرآن والسنة، فهل يريد أن يقول: إن الأستاذ الشيخ محمد عبده كان مجتهدًا يأخذ من الكتاب والسنة، وهو الذي يرميه في الجزء الأول من المنار سنة 1350 صحيفة (21) بالجهل بالسنة، وأنه كان يجمع الصلوات؟ ومعنى ذلك عند كثير ممن يقرأ عبارته هذه أن الشيخ عبده كان لا يصلي، فهل يتفق هذا والاجتهاد في الدين؟ وهل يرى صاحب المنار أن الجهل بالسنة لا ينافي الاجتهاد؟ ا. هـ بحروفه.
هذا نص ما نشر في المقطم بإمضاء (يوسف الدجوي من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف) وإننا نبين ما في هذا القول من الكذب والتحريف والجهل بأصول الدين وفروعه؛ ليعتبر به مَن يظنون أن جميع أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر ثقات يصدقون فيما ينقلون، وأمناء على العلم والدين فيما يثبتون وينفون. وإنني قبل أن أنقل لهم نص عبارة تلك الصفحة بحروفها أبين لهم أنها جاءت في مقدمة الجزء الأول من (تاريخ الأستاذ الإمام) في سياق الاستدلال على أنني سلكت في هذا التاريخ مسلك المؤرخ العادل فيما للأستاذ رحمه الله تعالى وما عليه، لا مسلك دعاة الأحزاب السياسية والاجتماعية والدينية الذين يقتصرون في الكلام عن زعمائهم وأئمتهم على بيان ما لهم دون ما عليهم، فالعبارة مجملة في المقدمة مبينة بالتفصيل في موضعها من التاريخ، وهذا نص عبارة المقدمة:
فإذا رأى القارئ أنني على إعجابي بسعة علومه ورسوخه في معارفه التي كان بها جديرًا بلقب الأستاذ الإمام، الذي قبله وأجازه الرأي العام، أثبت أنه كان مقصرًا في علوم الحديث من حيث الرواية والحفظ والجرح والتعديل كغيره من علماء الأزهر. هذا نص العبارة بحروفها، وهاك بيان ما فيها من افتراء الكذب والجهل.
الشواهد على افتراء هذا الطاعن الكذب:
(الفرية الأولى) زعم هذا المفتري أنني رميت الأستاذ الإمام بالجهل بالسنة بالإطلاق الذي يدل على أنه غير عالم ولا مطلع على كتب الحديث الصحيحين
وموطأ مالك والسنن الأربعة وشروحها وكتب الجرح والتعديل أيضًا.
ومن المعلوم الذي لا مراء فيه أن رواية الحديث وحفظه قد فقدا من الأزهر منذ قرون كما بينته في كتابي (المنار والأزهر) وكذلك العناية بالجرح والتعديل، وهذا لا يقتضي الجهل المطلق بالسنة نفسها في هذه القرون، فإن العلم بها من كتبها المدونة التي شرحها الحفاظ والفقهاء كافٍ فيما اشترطه علماء الأصول للاجتهاد كما سيأتي، وهو الذي كان له بقية في عهد تلقي الشيخ محمد عبده للعلم في أواخر القرن الهجري الماضي، وزالت في هذا القرن باعتقاد مثل الرفاعي وتلاميذه
ومتبعيه كالدجوي والظواهري أنه لم يبق للعلماء بها حاجة في معرفة الإسلام والعمل به؛ لأن العمدة في عقائده عندهم كتب المتكلمين، وفي أحكامه كتب المتفقهين المقلدين، وأما حكمه وآدابه وسياسته وحججه على المخالفين فمما لا يخطر ببالهم أنها من هدايته، وأنها تطلب من كتاب الله تعالى وسنة رسوله، وقد أقمنا عليهم الحجة بالمنار وبتفسير المنار، وبكتاب (الوحي المحمدي) المقتبس من نوره، والذي شهد من اطلع عليه من علماء العصر وعقلائه بأن لم يسبق له نظير
في إثبات النبوة المحمدية، وحجة الإسلام على أهل العلوم المادية، والحضارة العصرية.
¥