[الحزبية المقيتة]
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 08:10]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد:
هذا المقال للأخ الموحد نشره بتاريخ 19/ 7/1999 بشبكة سحاب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لا تزال قناعتي تزداد يوما بعد يوم بأن الحزبية والتقليد الأعمى والتعصب المظلم من أعظم الأمراض التي تنخر في جسد ما يسمى " بالصحوة الاسلامية ".
وهي سمة من سمات اهل البدع في القديم والحديث، فالشيخ لا يمكن نقده ولا الاعتراض عليه، ومقياس الولاء والبراء لك ان تكيل المديح لشيخه وان تغض الطرف عن مساوئه.
اما ان يذكر غيره من الناس فلا مانع من تشريحه وتقطيع أوصاله بحجة الذب عن الدين والتحذير من الضالين.
واذا ذكر هو قيل لك: هلا ذهبت إليه، ونصحته.
ما أقبحها من مناهج، وما أسوأها من مباديء، تفتقد الصدق، وتكيل بمكيالين.
ولا ينجي من الحزبية ان تقول بأعلى صوتك: انك سلفي. شعارك " ما انا عليه وأصحابي ".
واذا قلت لأحدهم هذه الحقيقة أرغى وأزبد.
لكن ان كنت تقول هذا عن غير شيخه، قال لك: صدقت، فها نحن نرى من يزعم السلفية ثم يحيد عنها. وربما قال لك: نعم هناك من يتستر بالسلفية!!
لقد مقت هذه الحزبية منذ سنين ولله الحمد، وأدركت انه ما من تجمع يدين بالولاء لشيخ او جماعة الا وفي أتباعه قدر من هذه الحزبية المقيتة، تقل وتكثر.
وخذ هذا المثال: يوجد في كل تجمع الأمي والجاهل والمبتديء والمقصر، لكن أضعف هؤلاء ينال من الولاء والمحبة والنصرة ما لا يحصل عليه من كان خارج " التجمع " ولو كان عالما كبيرا، وداعية موفقا، ولو كان خلافه في جزئية تقبل الخلاف.
بل لا مانع ان تذكر امامه جبال العلم وشيوخ الإسلام مجردين عن الألقاب، اما ان تذكر شيخه كذلك، فتلك جناية لا تغتفر، أين احترام العلماء؟!!! أين أين؟!
قلت: حقا أين احترام العلماء؟!!
عندها يقال لك بكل صدق!!!: هم رجال ونحن رجال!
فما أقبح هذا التفكير، وما أظلمه. والله اني لأمقته مقتا لا أستطيع ان أصفه.
من مظاهر الحزبية المقيتة التي بدأت تظهر في هذا الموقع: ان المسائل الشرعية حين تعرض عرضا علميا موثقا يتوارى الحزبيون المقلدون، ويزداد تخفيهم واحجامهم، حتى إذا سنحت لهم الفرصة لاقحام " الأسماء والشعارات " اجلبوا بخيلهم ورجلهم، فأين كنتم يا أعداء أنفسكم؟
أين كانت الغيرة على الدين يا من انتم غلاء الأسعار وهلاك الديار؟؟
هذه البضاعة التي يحسنها القوم، فلان وفلان، وقيل في فلان، ومدحوا فلانا!!
أما مسائل الدين، ومواطن الخلاف، فلا يملكون فيها حجة ولا دليلا، اللهم الا التشنيع والافتراء والكذب.
وهذا حال أهل البدع قديما، حين يعجزون عن مقارعة الحجة بالحجة، يلجؤون الى التشنيع بالألقاب والأسماء، فكم قيل عن أهل السنة أنهم مشبهة مجسمة حشوية
وكم قيل عن دعاة الحق والصدق انهم خوارج يكفرون الناس!!!
وان شئت فارجع الى أي كتاب لخصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لترى ذلك جليا واضحا.
واذا لم تجد الألقاب والأوصاف، شغلوا العامة عن جوهر مسائل النزاع الى تعظيم الأشخاص وتقديسهم، فتراهم يقولون: انتم تسيئون الى الكبار!!!! هذا طعن في الفقهاء والمحدثين منذ زمن الأشعري إلى عصر شيخ الإسلام!!!!
وفلان من الاشاعرة مدحه فلان واثنى عليه فلان!!!
يخيل لبعض الحمقى ان من انتسب إلى الاشاعرة مثلا او اي جماعة أخرى لا عجب في خطئه ووقوعه في الانحراف الموجب للرد والإنكار، بينما من انتسب الى السلف الصالح من أهل السنة فقد جاوز القنطرة واخذ شهادة العصمة، ووجب التوقف عن نقده امام العامة حتى لا يساء الى المنهج، بل ووجب حمل مساوئه على الإحسان ما أمكن، فما أقبحها من عقول، وما أظلمه من منهج!
ان التحري والإنصاف والعدل اما ان يساق للجميع او يحرم منه الجميع.
وان الشعارات مهما كانت جميلة، الا انها لا تكفي للعصمة!!
وان الشيخ مهما كان ذا فضل، فلا مانع من نقده وتصويب خطئه.
واليك هذا المثال: حين ألف مراد شكري " أحكام التقرير في أحكام مسألة التكفير " وقدم له وأثنى عليه وقام على طباعة كتابه: علي حسن عبد الحميد الحلبي الاثري.
¥