تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إلى متى الجزم بهذه المقولة؟!]

ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 04:10]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله:

لا أجيد كتابة مقدمات، وسأطرح موضوعي مباشرة بدونها فلتعذروني.

كثيرا ما نسمع أو نقرأ فيما يندرج تحت مسمى (المحاضرة الوعظية أو الإرشادية) بعض العبارات التي نعدها من الحكم التي لا تقبل التشكيك في فائدتها أو صحتها، بل وننظر إليها على أنها حكمٌ مقدسة، ونجزم جزما بواقعيتها.

أمثال:

(دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا)

وكذلك الأبيات:

من يزني في قوم بألفي درهم،،،،،، في أهله يزنى بغير الدرهم

إن الزنا دين إذا استقرضته،،،،،، كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم

لو كنت حراً من سلالة ماجد،،،،،، ما كنت هتاكاً لحرمة مسلم

وما ذكر أعلاه يستشهد به في التحذير من الزنا، وأثناء سرد قصص للعابثين بالأعراض.

حتى إني رأيت من العوام من يجزم بأن فلانًا الزاني سوف يرى عاقبة فعله في محارمه! ولم يكن جزمه سوى ترجمة لما في نفسه من أمنيات خفيات بأن يحقق الله ما جزم به، ويبتلى الزاني في بناته. وإلا لماذا الجزم بحدوث أمر (جرم أخلاقي) يستحي المرء من التفكير فيه بله تمني وقوعه لبنات المسلمين؟!!!

عذرا!! لكن هذا ما يعنيه جزمه .. (من وجهة نظري طبعا).

لماذا تعامينا عن الحديث: (لا يؤخذ الرجل بجريرة أبيه) فكيف بمن يتمنى لو أن الابن لحق بأبيه في الجرم الأخلاقي حتى وإن كان الابن بريئا فيكفي أن أباه مجرم لتحل عليه اللعنة ويبتلى في عرضه بذنب غيره؟!!

بل لماذا تجاهلنا قول الله جل في علاه: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)؟ واستشهدنا بحكم عقيمة تتناول أمورا من الغيبيات التي لا يصح الجزم بها؟.

قد يقال: ذلك للترهيب والتخويف. فأقول: من أراد الفجور فسوف يفجر ولن يصده إلا الخوف من ربه سبحانه، فإن عُدم الخوف من جبار السموات والأرض فلن يصده أحد لا محارمه ولا غيرهم ولا خوفه على محارمه؛ فلماذا نستخدم هذه الحكم الخالية من الحكمة التي قد تضر أكثر مما تفيد؟

ثم تأمل البيت الأخير وما خط بالأحمر منه، أكاد أسفه قائل هذه الأبيات وأستغفر الله من قولي هذا (ولا أعلم قائلها) ولكن لم نحتقر أبا الزاني وأجداده؟ ألأن ابنهم عبث بأعراض الناس؟ يا إخوان وما ذنب الأموات لنقدح في حسبهم ونسبهم بسبب خلف لهم اتبعوا شهواتهم؟

إذن ماذا نقول عن العابد الزاهد إذا ابتلي بولد عاق فاجر؟ أم إن الفاجر نستكثر عليه ذرية صالحة، ونتحسر على العابد ونشفق إذا لم يرزقه الله بذرية صالحة.

هذا ما أردت قوله وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 07:15]ـ

جزاك الله خيراً

بل أنتِ سعيدة .. إن شاء الله

وما انتقدتِه انتقده غيرُك من المشايخ وطلبة العلم، وأراها وجهة نظر صحيحة. بارك الله فيك

وأخيراً .. لمَ نخاف النقد؟! اكتبي: أخطأتُ في كذا .. أو الأفضل أن يغيَّر كذا إلى كذا .. وهذه محمدة لا مذمة.

وفقكم الله

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 07:50]ـ

اختي الكريمة كلامك فيه نظر

وذلك لان الجزاء من جنس العمل فهذه سنة الله في شرعه وقدره، ولكن هذا لا يقال إنه مطرد في كل شيء، لكن هذا هو الغالب أن الجزاء يكون من جنس العمل كما قال –تعالى-:" ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون" [النمل:50]، وقال –سبحانه وتعالى-:"وجزاء سيئة سيئة مثلها" [الشورى:40]، وقال –تعالى-:"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" [البقرة:194] وكذلك في الإحسان من عفا عفا الله عنه، ومن أحسن أحسن الله إليه، قال –تعالى-:"هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" [الرحمن:60]، وهذه الآيات هي الأصل في هذه المقولة أن الجزاء من جنس العمل

يقول الإمام الحافظ شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله، في كلام له عن ان

الجزاء من جنس العمل

لذلك كان الجزاء مماثلا للعمل من جنسه في الخير والشر فمن ستر مسلما ستره الله

ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة

ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربةمن كرب يوم القيامة

ومن أقال نادما أقال الله عثرته يوم القيامة

ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن ضار مسلما ضار الله به

ومن شاق شاق الله عليه ومن خذل مسلما في موضع يجب نصرته فيه خذله الله في موضع يجب نصرته فيه

ومن سمح سمح الله له والراحمون يرحمهم الرحمن وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ومن أنفق أنفق عليه ومن أوعى أوعى عليه

ومن عفا عن حقه عفا الله له عن حقه ومن تجاوز تجاوز الله عنه ومن استقصى استقصى الله عليه فهذا شرع الله وقدره ووحيه وثوابه وعقابه كله قائم بهذا الأصل وهو إلحاق النظير بالنظير واعتبار المثل بالمثل.

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 07:55]ـ

أخي أبا محمد

هو يعاقب، لا أهله

وجزاؤه (هو) من جنس عمله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير