تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تَبَاريح (4): تأمَّلوا هذا الضَّابِطَ مِنْ ضوابطِ الغيبة!

ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 09:57]ـ

الحمدُ للهِ وحدَه .. قال تعالى: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/start.gif ولا يَغْتَبْ بعضُكم بعضاً http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/end.gif وقال رسولُ اللهِ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif - كما في حديثِ العلاءِ بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة -: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ». قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ». قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِى أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ».قال الرَّاغبُ الأصفهانيُّ في ’’ الذَّريعَة إلى مكارمِ الشَّريعَة ‘‘ ص 188: (الغيبةُ: أن يذكرَ الإنسانُ غيرَه بما فيه من عَيْبٍ من غيرِ أنْ يُحْوَجَ إلى ذِكره)

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif فالأصلُ في الكلام بما يقدح: التحريمُ.وقدْ عدَّه غيرُ واحدٍ من أهلِ العلم في جملةِ الكبائر! وكلّ الحالات التي استثناها أهلُ العِلْمِ؛ استقراءً للنُّصوصِ؛ نَجدُ أنها تدورُ مع الحاجَةِ حيثُ دارتْ .. http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif نظمها بعضُهم بقوله:

والقَدْحُ ليس بغيبةٍ في ستَّةٍ ** مُتَظَلِّمٍ، ومُعَرِّفٍ، ومُحذِّرِ

وَلِمُظْهِرٍ فِسْقاً، ومُستفتٍ، ومَنْ ** طَلَبَ الإعانةَ في إزالةِ مُنْكَرِ

ولذا؛ فإنَّ الواجبَ على المُسْلِم - فضلاً عن طالب العلم - أن يَزُمَّ اللسان؛ لاستشعارهِ رُكْنَ الإحسان، ولا يَتكلَّم بما يُنْقِصُ الإيمان.

فاللسان صغيرٌ حجمُه، كبيرٌ خطره .. لا ينبغي لطالبِ عِلْمٍ أن يتهاونَ في شأنِه؛ فيهلك من غيرِ أنْ يشعر!

هذه وصيَّتي - عَلِمَ اللهُ - لنفسي أولاً، ثمَّ لكم أحبَّتي الفضلاء.

فليحاسبِ المرءُ نفسَه، ولا يُكثرِ الكلامَ بحُجَجٍ هي من تلبيس إبليس؛ فكم من كلامٍ جاءَ بِلَبوسِ التقوى، وتسعةُ أعشاره لغيرِ الله، وطالبُ العلمِ ليس مِهْذاراً ثرثاراً!

رَحِمَ اللهُ ابنَ دقيق العيد؛ لمَّا قال: (ما تكلَّمتُ بكلمةٍ منذ أربعين سنةً إلاَّ أعددتُ لها جواباً بين يدي الله)!

فاللهَ اللهَ أحبتي في كَبْحِ هذا العضوَ الصغير الذي لربَّما أوردَنا الموارِد!

ـ[أبو عبد الرحمن المصري]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 11:11]ـ

بارك الله فيكم.

قال ابن تيمية في الفتاوى في الجزء الثامن والعشرين (ص 327) "ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى،تارةً في قالب ديانة وصلاح، فيقول: ليس لي عادة أن أذكر أحدًا إلا بخير، ولا أحب الغيبة ولا الكذب وإنما أخبركم بأحواله، ويقول: والله إنه مسكين، أو رجل جيد ولكن فيه كيت وكيت، وربما يقول: دعونا منه، الله يغفر لنا وله، وإنما قصده استنقاصه وهضمه لجنابه، ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة، يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقًا، وقد رأينا منهم ألوانًا كثيرةً من هذا وأشباهه. انتهى كلامه رحمه الله .. ذكره الشيخ إبراهيم الدويش في محاضرة (غثاء الألسنة).

ـ[شريف شلبي]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 12:04]ـ

" وأخبث أنواع الغيبة غيبة القراء المرائين فإنهم يفهمون المقصود على صيغة أهل الصلاح ليظهروا من أنفسهم التعفف عن الغيبة ويفهمون المقصود، ولا يدرون بجهلهم أنهم جمعوا بين فاحشتين الغيبة والرياء، وذلك مثل أن يذكر عنده إنسان فيقول: الحمد لله الذي لم يبتلنا بالدخول على السلطان والتبذل في طلب الحطام،

أو يقول: نعوذ بالله من قلة الحياء نسأل الله أن يعصمنا منها، وإنما قصده أن يفهم عيب الغي فيذكره بصيغة الدعاء، وكذلك قد يقدم مدح من يريد غيبته

فيقول: ما أحسن أحوال فلان: ما كان يقصر في العبادات ولكن قد اعتراه فتور وابتلي بما يبتلي به كلنا وهو قلة الصبر. فيذكر نفسه ومقصوده أن يذم غيره في ضمن ذلك ويمدح نفسه بالتشبه بالصالحين بأن يذم نفسه، فيكون مغتاباً ومرائياً ومزكياً نفسه، فيجمع بين ثلاث فواحش وهو بجهله يظن أنه من الصالحين المتعففين عن الغيبة.

وكذلك يقول: ساءني ما جرى على صديقنا من الاستخفاف به نسأل الله أن يروح نفسه، فيكون كاذباً في دعوى الاغتمام وفي إظهار الدعاء له، بل لو قصد الدعاء لأخفاه في خلوته عقيب صلاته، ولو كان يغتم به لاغتم أيضاً بإظهار ما يكرهه.

وكذلك يقول: ذلك المسكين قد بلي بآفة عظيمة تاب الله علينا وعليه، فهو في كل ذلك يظهر الدعاء والله مطلع على خبث ضميره وخفي قصده، وهو لجهله لا يدري أنه قد تعرض لمقت أعظم مما تعرض له الجهال إذا جاهروا.

ومن ذلك الإصغاء إلى الغيبة على سبيل التعجب فإنه إنما تظهر التعجب ليزيد نشاط المغتاب في الغيبة فيندفع فيها وكأنه يستخرج الغيبة منه بهذا الطريق فيقول: عجب ما علمت أنه كذلك! ما عرفته إلى الآن إلا بالخير: وكنت أحسب فيه غير هذا، عافانا الله من بلائه، فإن كل ذلك تصديق للمغتاب والتصديق بالغيبة غيبة بل الساكت شريك المغتاب. من كلام أبي حامد في الإحياء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير