[كم مرة يقال هذا الذكر على القول الصحيح؟]
ـ[صالح العمودي]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 09:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:
فليس بخاف على أحد أهمية أذكار الصباح والمساء، وقد أمر الله جل جلاله في كتابه الكريم على أذكار الصباح والمساء، فقد قال تعالى: ? واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار ? [آل عمران: 41]، والآيات في هذا الباب كثيرة جدا، والتي تحث المسلم على أذكار الصباح والمساء، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث تدل على التغليظ لمن ترك أذكار الصباح والمساء، فمن بينها ما رواه عمرو بن عبسة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما تستقل الشمس فيبقى شيء من خلق الله، إلا سبح الله، إلا ما كان من الشياطين، وأغبياء بنى آدم)) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 84) وابن السني في عمل اليوم والليلة (150) وحسنه المحدث العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (10536).
ومن ضمن هذه الأذكار التي تقال من أذكار الصباح والمساء، ما جاء في الحديث المشهور بلفظ: ? رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ? ولكن هل الصواب أن يقال هذا الذكر في الصباح وفي المساء؟، وكم مرة يقال هذا الذكر على القول الصحيح؟.
وقد ورد في لفظ هذا الذكر لفظان مختلفان، أحداهما تُظهر أن هذا الذكر يقال في الصباح وفي المساء، وبلفظ ثلاث مرات، وأما في الطريقة الأخرى فقد جاءت بلفظ مرة واحدة، ولا يقال إلا في الصباح خاصة.
فأما ما ورد في أذكار الصباح وفي المساء من هذا الذكر ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/ 337) من حديث أبي سلام رحمه الله قال: مر رجل في مسجد حمص فقالوا: هذا خدم النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقمت إليه، فقلت: حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتداوله بينك وبينه الرجال، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، إلا كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة)).
وأما لفظ الطريقة الثانية فهي ما يقال في الصباح خاصة، ويقال مرة واحدة، فقد روى المنيذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يكون بافريقية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قال إذا أصبح: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، فأنا الزعيم لآخذ بيده حتى أدخله الجنة)) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 355).
والسؤال هنا: أي الطريقين أو أي اللفظين أرجح من الآخر؟، والجواب وبالله التوفيق هو: أن الطريقة الأولى التي رواها الإمام أحمد في سندها سابق بن ناجية وهو مجهول ولم يوثقه سوى ابن حبان كما في الثقات (6/ 433)، وهو معروف بتساهله رحمه الله تعالى، ومن حسنه فضلا على من صححه من بعض العلماء رحمهم الله تعالى لم يكن مصيبا في تصحيحه أو تحسينه للعلة المذكورة.
وأما الحديث الذي جاء من طريق المنيذر رضي الله عنه فقد حسنه جمع من المحدثين والعلماء، فقد حسنه الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 257)، والهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 116)، والقابوني في بشارة المحبوب بتكفير الذنوب (1/ 24)، وأبى العون في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (3/ 396)، وانظر رحمك الله للفائدة الأكيدة والمرجوة سلسلة الأحاديث الصحيحة للمحدث الألباني رحمه الله تعالى (2686).
وفي الختام؛ أحببت أن أنبه القراء الأجلاء على الخطأ الذي يقع فيه كثير من الذاكرين في استمرارهم على وردهم بهذا اللفظ الضعيف، وتركهم للذكر الصحيح، والذي لا يقال إلا مرة واحدة، ولا يقال إلا في الصباح خاصة، كما قال تعالى: ? أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ? [البقرة: 61]، وفيه فضل عظيم، وثواب كبير؛ وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((فأنا الزعيم لآخذ بيده حتى أدخله الجنة))، فلا يفتكم إخوتي في الله هذا الذكر العظيم، وثوابه دخول الجنة، جعلني الله وإياكم من أهلها ... آمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 12:41]ـ
أخي
بارك الله فيك وهل يأثم المسلم إذا قاله في المساء؟؟
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 02:06]ـ
للفائدة قال الدبيخي في كتابه المصطفى من أذكار المصطفى:
أذكار الصباح:
«رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيا» ثلاث مرات.
وذكره أيضاً في أذكار المساء
وقال في تخريجه:
أخرجه أبو داود (5074) والنسائي (الكبرى: 6/ 3) وأحمد (4/ 337) من طريق: شعبة عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام عن رجل خدم النبي. وقد حسَّنه ابن حجر (نتائج الأفكار: 2/ 353) وابن باز (تحفة الأخيار: 39) وجوَّد إسناده النووي (الأذكار: 155)، وقال الشيخ عبد الله السعد: إسناده صالح اهـ.
والكتاب من تقديم الشيخ أبي عبد الرحمن السعد ..
وجزاك الله خيراً على الموضوع ..
¥