[نصائح لطالب العلم]
ـ[المستبصر]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 08:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض النصائح والفوائد عن طلب العلم نقلتها من كتاب "الإبحار في جمع الأسفار" للشيخ جماز بن عبد الرحمن الجماز أردت الفائدة للأخوان.
نبيهات هامة لطالب العلم:
1 - «إخلاص القصد» فيكون تعلمك للعلم لوجه الله تعالى، فتدعو إلى دينه على بصيرة، ترفع الجهل عن نفسك وغيرك، واحذر كل الحذر أن تقصد بتعلُّمك الشهرةَ بين الناس أنَّك عالم أو مفتي، أو التصدّر في جميع المجالات بحجَّة أنك إمام أو مربي، أو تجعله وسيلة لنيل الرئاسة أو الشرف.
2 - «الهمة العالية» فتحرص على القراءة والفهم والحفظ كل ما استطعت، وتبذل مالك ونفسك في سبيل العلم، ولا تتردّد في التضحية بأوقاتك، واقرأ في سير العلماء، واعرف كيف كانت هممهم، ولا ترضى بالدون.
3 - «العزيمة الجادة» فيكون تعلُّمك هو شغلك الشاغل، والعلم لن تناله براحة الجسم، وعليك بالمثابرة والجدِّية والاستمرار، واطرد عنك اليأس، واعلم أنك إذا أعطيت العلم كلَّك أعطاك بعضه، وإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً.
4 - «يجب أن تُحبِّب إلى نفسك العلم» كأن تقرأ في الحث على طلب العلم وفضله، مثل «الجامع في الحث على حفظ العلم. من البغدادي والعسكري وابن عساكر وابن الجوزي» جمع وتحقيق الحداد. ثم احرص على تتبع أحوال بعض العلماء، واقرأ في سيرهم، كالطبري، وابن الجوزي، وابن قدامة، والنووي، وابن تيمية، وابن كثير، وابن حجر، وغيرهم؛ فسوف تتشجّع.
5 - «اقرأ في الكتب المتعلِّقة بطلب العلم وأدبه، قبل أن تلج الباب» وكن على نصيب منها كبير؛ وإياك أن تبتدئ في العلم قبل أن تتم قراءتها.
مثل «جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البر، و «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» للخطيب البغدادي، و «الفقيه والمتفقه» للخطيب البغدادي، و «اقتضاء العلم العمل» للخطيب البغدادي، ومقدمة كتاب «الموضح لأوهام الجمع والتفريق» للخطيب البغدادي، و «تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم» لابن جماعة، و «فضل علم السلف على الخلف» لابن رجب، و «المدخل إلى مذهب الإمام أحمد» لابن بدران، و «كتاب العلم» لابن عثيمين، و «حلية طالب العلم» لبكر أبو زيد.
6 - «اتخذ لك صديقاً يعينك على طلب العلم» وتأنس إليه ويأنس إليك، ويكون ذا همّة عالية، يشجع أحدكم الآخر، ويعين أحدكم الآخر على متابعة القراءة والبحث والحفظ وحضور الحلقات العلمية والمؤتمرات الدعوية.
7 - «عليك أن تتحلى بالأخلاق الحسنة» من القناعة والمروءة وطلاقة الوجه وتحمُّل الناس، وأن تحافظ على شعائر الإسلام، وأن تُظهِر السنَّة وتنشرها بالعمل بها والدعوة إليها، ويكون لك سمتٌ حسن من الوقار والتواضع؛ قال ابن سيرين: «كانوا يتعلّمون الهدي كما يتعلّمون العلم».
8 - «احرص على أن تتلقّى كل علم عن أهله» فإن لم تجد، فاظفر بعالم من الأكابر تتلقّى عليه سائر العلوم، فإن لم تجد، فعالم في فنٍّ أو أكثر، وليكن من الأكابر دون الأصاغر.
والأكابر: العلماء الذين أفنوا جل عمرهم في العلم، فتمرّسوا بمسائله، وعركتهم التجاريب، ولو كانت أعمارهم صغيرة، والأصاغر هم المبتدئون في العلم، وغالباً لم يختمر علمهم، ولم تكتمل تجربتهم، ولم تنضج عقولهم، يغلب عليهم الاستعجال والتسرُّع في الأحكام، والشطط في الفهم، ولو كانت أعمارهم كبيرة.
واعلم أنه أحياناً ينبغ الصغير، فينافس الشيوخ الكبار، ويكاد يفوقهم، مثل الشافعي، شاب صغير أُذِن له في الإفتاء وهو ابن خمس عشرة سنة أو عشرين سنة، وجلس عليه الأكابر يتلقون العلم، وابن تيمية جلس للتدريس وبين يديه الآلاف ومعهم دفاترهم ومحابرهم، وهو ابن عشرين سنة. وفي عصرنا هذا قريب من هذا ليس لأحد أن ينكره، ولا ينكر هذا إلا حاسد أو جاهل.
9 - «اختر من الأكابر أكثرهم علماً» وأحسنهم ورعاً، وأجملهم خلقاً، وأطولهم نفساً، وخذ عنه العلم مع الأدب، فالأدب بلا علم لا يصلح، والعلم بلا أدب، يجني عليك ويهلكك. فيحتاج إلى من يُعلِّمك ويؤدبك في نفس الوقت، ويُربِّي قلبك وعقلك.
10 - احذر أن تتلقى العلم عن [الصحفيين] الذين تلقوا العلم من الكتب. ولم يجلسوا بين يدي الشيوخ، ولم يجثو على الركب في الحلقات، فغالباً يشتط بهم الفهم، ويقعون في المزالق.
¥