تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[محبرة الداعي .. بداية طريق!]

ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 03:01]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمد الشاكرين والشكر له شكر العارفين والصلاة والسلام على إمام المرسلين وسيد الخلق أجمعين محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه أفضل صلاة وأزكى تسليم .. أما بعد:

فهذه كتابات وأجزاء من مقالات .. فضلت نشرها ليعم نفعها .. كنت أكتبها عندما يرخي الليل سدوله .. وإن كانت في أصل نشأتها وقفات وتأملات في أحاديث وآيات .. أُعملَ فيها الخاطر في صفاء نفس وهدوء بال وسكون قد خيم على المكان .. في ظلام دامس يشع نورها ويشكر العبد الضعيف ربه على فتحها ويطلب المزيد فعلّه لا يخيب ..

"" محبرة الداعي "" .. ريشة سارت بها الريح في كل مكان حتى استقرت في محبرة تدفق حبرها بإذن ربها بعد أن نكزت وأذمت ..

أنامل تُضَم .. وريشة تخط .. وحبر يسيل .. تلك هي محبرة الداعي ..

اتخذت من " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" طريقا .. ومن " وكان الله بما تعملون بصيرا" رقيبا .. ومن " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" أنيسا .. ومن " وكفى بالله هاديا ونصيرا" زادا وفيرا ..

ريشة ومحبرة تلك هي أدوات الداعي ليعلم الملأ أن الدعوة تقوم بأيسر طريق فهل من فقه وهمة ..

**نقطة نظام**

محبرة الداعي .. قراءة نوعية لمواضيع عديدة في فهم الكتاب والسنة .. لا يدعي صاحبها الفهم الثاقب ولا النظر الحاذق .. فإنه لا ينبغي للنهر أن يستبحر .. لكنه يلتمس نورا من فتوحات ربه ويقول لأحبته كما قال موسى لقومه " امكثوا إني آنست نارا " مستشهدا بأبيات ابن نباته:

حاول جسيمات الأمور ولا تقل ** إن المحامد والعلى أرزاق.

وارغب بنفسك أن تكون مقصرا ** عن غاية فيها الطلاب سباق.

ولن نحرم بإذن الله من نكتة وإن لم يكن لنا في هذه إلا الذكرى لكفى .. فإنها عمل المرسلين ونفع للمؤمنين ..

يقول عبدالله ابن سبط جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ** كما أن عين السخط تبدي المساويا ...

إنها تأملات ووقفات دونتها لم يسبق لها إعداد أو قراءة كتاب .. لا محمدة .. إنما ليدرك الآخرون كم ترك السابقون .. < ولا غنى لنا عن فهمهم والنقل عنهم > لكنها أحاديث نفس .. أتت بشرائد وفوائد أحببت أن أثبتها .. فإن التفكر المصحوب بفقه ودين .. خير عظيم لو عرضنا له ..

ختاما فكما قيل "المؤمنون نصحة" فيا من يقرأ كلامي أنصف ولا تعتسف.

اسأل الله أن يكفيني شر ما أكتب ويرزقني خير ما أملي وينفع بها نفعا يحبه ويرضاه .. والحمدلله رب العالمين.

** جزء من مقال **

.... إن المتأمل في حال كثير من الناس إلا ما ندر –وهي طبيعة بشرية- يجد أنهم يتطلعون للحصول على الأفضل في كل شيء من نواحي حياتهم مع اختلاف توجهاتهم .. وفي هذا من السعي المحمود ما لا يخفى على من رزق فهما في الدين .. بيد أن ثمة أناس قد أولو جانب الخِلْقة النصيب الأوفر .. وليس معنى هذا أنهم يتسخطون من خلقة الله لهم .. كلا .. فالجميع يقر بأن الله خلقه في أحسن تقويم .. لكنه يتمنى لو كان أفضل .. هذه القلة من الناس سعت سعيا حثيثا في تكميل ما تراه نقصا في نظرها .. وعيادات التجميل خير شاهد .. زد على ذلك أن هناك من الناس من لديه هذا التوجس ويتردد في خاطره هذا الهاجس غير أنه بعيد عن حيز التنفيذ لأمور اعتبارية يراها هو أو هي.

ولا شك أن الله خلقنا فسوانا فعدلنا .. فجعلنا في أحسن تقويم .. ومن أخذ بهذا وآمن به حق الإيمان اطمئن وسعد .. لكن من سخط ولو بلسان حاله وإن كان راضيا بلسان مقاله .. والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .. لو علم هذا أن الله قد أوكل إليه من يصنع هو بنفسه ويختار جمال خلقه وقبحها لأدرك ما هو فيه من خلل .. – ونحن نتحدث عمن جعل هذا العمل شغله الشاغل والهم الذي لا يكاد أن ينتهي .. لا نتحدث عمن توسطت حاله وبلغ حد الاعتدال الشرعي-

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير