[قبسات مضيئة من كلام الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله]
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 09:26]ـ
هذه القبسات من كلام العلامة بكر أبوزيد رحمه الله وكان حقها أن تكتب بماء الذهب
حقا إنه العلامة ماأصدقها من صفة لرجل طالما عهدنه راسخا فى العلم فرحمه الله رحمة واسعه
وهذه القبسات من كتابه القيم درء الفتنة
قال رحمه الله:
بيان حقيقة الإيمان
الإيمان هو: الدين وهو: اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وعلى ذلك حُكِيَ الإجماع المستند إلى الأدلة المتكاثرة من الكتاب والسنة، عن كل من يدور عليه الإجماع من الصحابة والتابعين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في: " الفتاوى: 7/ 209 ":
" قال الشافعي – رحمه الله تعالى -: وكان الإجماع من الصحابة و التابعين بعدهم , ومن أدركناهم , يقولون: الإيمان قول و عمل و نية , و لا يجزئ واحد من الثلاث إلا بالآخر " انتهى.
و قال البخاري – رحمه الله تعالى -: " لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار , فما رأيت أحدا منهم يختلف في أن الإيمان قول و عمل , ويزيد و ينقص " أخرجه اللالكائي في: " أصول الاعتقاد " بسند صحيح.
ولجلالة هذه المسألة وأهميتها افتتح الإمام مسلم - رحمه الله تعالى- صحيحه: بـ " كتاب الإيمان " وساقه الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - في: " الكتاب الثاني " من: "صحيحه" بعد: " كتاب بدء الوحي " وفي هذا تأكيد على أن حقيقة الإيمان هذه مبناها على الوحي و أكثر أبوابه التي عقدها – رحمه الله تعالى – للرد على المرجئة وغيرهم من المخالفين في حقيقة الإيمان , و بعضها للرد على المرجئة خاصة كما في الباب /36 منه [انظر الفتاوى 7/ 351].
و لأهميته – أيضا - أفرده الأئمة بالتأليف منهم: أبو عبيد، وأحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، والطحاوي، وابن منده، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وغيرهم - رحم الله الجميع -.
وعلى هذه الحقيقة للإيمان بني المروزي - رحمه الله تعالى - كتابه: " تعظيم قدر الصلاة " و الصلاة هي أعظم الأعمال و أعمها و أولها و أجلها بعد التوحيد , و هي شعار المسلمين , و لهذا يعبر عنهم بها , فيقال: اختلف أهل الصلاة , واختلف أهل القبلة.
ولعظم شأنها عنون أبو الحسن الأشعري – رحمه الله تعالى - كتابه في الاعتقاد باسم " مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " أي أن غير المصلي لا يُعَدُّ في خلاف ولا إجماع.
والمخالفة في تلك الحقيقة الشرعية للإيمان: ابتداع، وضلال، وإعراض عن دلالة نصوص الوحي، وخرق للإجماع.
وإياك ثم إياك - أيها المسلم - أن تغتر بما فاه به بعض الناس من التهوين بواحد من هذه الأسس الخمسة لحقيقة الإيمان لاسيما ما تلقفوه عن الجهمية وغلاة المرجئة من أن " العمل " كمالي في حقيقة الإيمان ليس ركناً فيه وهذا إعراض عن المحكم من كتاب الله - تعالى - في نحو ستين موضعا , مثل قول الله - تعالى -: {{ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}} [الأعراف/43] ونحوها في السنة كثير، وخرق لإجماع الصحابة ومن تبعهم بإحسان.
وإياك يا عبدالله من الجنوح إلى الغلو فتهبط - وأنت لا تشعر - في مزالق الخوارج الذين تَبنَّى - في المقابل - مذهبهم بعض نابتة عصرنا.
بل إياك ثم إياك أن تجعل أيا من مسائل العقيدة الإسلامية " عقيدة أهل السنة والجماعة " مجالاً للقبول والرد، والحذف والتصحيح، بما يشغب به ذو هوى، أو ينتحله ذو غرض فهي - بحمد الله - حق مجمع عليه فاحذرهم أن يفتنوك. ثبتنا الله جميعا على الإسلام والسنة، آمين.
باب في بيان ضلال من ضل في حقيقة الإيمان ومسألة التكفير
كثر الخوض في بيان حقيقة الإيمان ومسألة التكفير وأخذ من لا يريد خيرا بالمسلمين يلقي بذورها المنحرفة بينهم من خلال وجهتين ضالتين ومذهبين باطلين:
أحدهما: في جانب الغلو والإفراط في نصوص الوعيد وهو مذهب الخوارج الذين ضلوا في بيان حقيقة الإيمان فجعلوه بشقيه شيئاً واحداً، إذا زال بعضه زال جميعه فأنتج هذا مذهبهم الضال: " وهو تكفير مرتكب الكبيرة ".
ومن آثاره: فتح باب التكفير على مصراعيه، مما يصيب الأمة بالتصدع والانشقاق وهتك حرمات المسلم في دينه وعرضه.
¥