[الزنج وبعض السودان والأعاجم حصب جهنم ووقود سعيرها.]
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 12:14]ـ
وقفت على كلام لابن قتيبة الدينوري في رسالته المسماة بـ (الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهه) يقول فيه، متحدثاً عن قدر الله في الناس وما لهم من الشقاء والسعادة: ((ومنهم قوم أنزلهم الله أطراف الأرض وجدوبة البلاد وأذلهم وأعراهم وشوه خلقهم وسود ألوانهم وسقاهم الملح الأجاج وجعل أقواتهم الحشرات والنبات وسلبهم العقول وباعدهم من مبعث الرسل ومنتهى الدعوة فهم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً ثم جعلهم لجهنم حصيباً ولسعيرها وقوداً كالزنج وصنوف كثيرة من السودان وأصناف من الأعاجم ويأجوج و مأجوج فهل لهؤلاء أن يحتجوا على الله بما منح غيرهم ومنعهم؟)) أ. هـ.
(ط. الراية، ص35)
في هذا الكلام نظر، أليس كذلك؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 02:57]ـ
عنوان الموضوع يختلف عن كلام ابن قتيبة يا شيخنا الفاضل
فهو يتكلم عن أن (من) هؤلاء من صفته كذلك، فلا يصح التعميم، وكذلك لا يصح التخصيص بأن كذا وكذا حصب جهنم؛ لأن من غيرهم من هو حصب جهنم أيضا، وإنما قصد ابن قتيبة الرد على من أنكر القدر بأنه يستلزم الظلم.
فمقصود ابن قتيبة أنه كما أن من الكفار من لبيوتهم سقف من فضة ويرفلون في الذهب ويتنعمون بالثراء، فكذلك منهم من هو في أفقر حال وأسوأ منظر وأبعده عن التنعم والرفاه.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 07:29]ـ
ياشيخي الحبيب. العنوان جزء من الموضوع، ومن الطبيعي أن يختلف الجزء عن الكل.
الإشكال بالتحديد في الحكم على من لم تقم عليه الحجة ولم تبلغه الرسالة، بل هؤلاء سُلبوا العقول كما يقول ابن قتيبة - مما يعني أنهم في جهل مطبق - ثم يكونوا بعد ذلك حصب جهنم. والله تعالى يقول ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا))، وقال ((رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)). بالإضافة إلى تخصيصه الغريب وتعيينه لأجناس من البشر. أما قصد ابن قتيبة فلا نختلف في أنه أراد تنزيه الله عن الظلم.
وقولك: ((فهو يتكلم عن أن (من) هؤلاء من صفته كذلك))، فهو في الموضع السابق من رسالته قال (وترى الناس أصنافاً في التفضيل فمنهم قوم ابتدأهم الله بالنعم وأسكنهم ريف الأرض وأكرمهم وأخدمهم وحسن وجوههم وبيض ألوانهم وسقاهم العذب النقاح ورزقهم من الطيبات ... وبعث بالقرب منهم الرسل لأهل هذا الإقليم الذي اسكنناه بفضله). ثم ذكر بعد ذلك الصنف الشقي - حسب رأيه - من الناس، وهذا التقسيم بهذه الأوصاف فيه نظر.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 10:06]ـ
لعل ابن قتيبة - رحمه الله - قد تأثر ببعض الروايات التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن بعض صحابته الكرام في ذم السودان والحبش، وأن الأسود لبطنه وفرجه، وأنه لا خير فيهم، وأنهم إذا جاعوا سرقوا وإذا شبعوا زنوا، وغير ذلك مما حكم عليه المحققون من العلماء بالوضع لوهن أسانيدها ولنكارة متونها التي تتنزه الشريعة عنها - والله أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 11:05]ـ
ربما، لأن الذهبي وغيره ذكروا أنه لم يشتغل بالحديث، ومع ذلك سئل ذات مرة من قبل بعض الحاضرين أن يُحدث عن ابن راهويه فأبى ذلك وأمرهم أن يطلبوا الحديث عند غيره، وهذا التصرف المنصف مما يثنى به عليه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 12:02]ـ
يا جماعة الخير إن لم يكن ابن قتيبة ممن اشتغل بالحديث فمن الذي اشتغل بالحديث؟!!
أطبق العلماء على وصف ابن قتيبة بأنه الإمام المتفنن حديثا وفقها ولغة وأدبا وتاريخا وغيره.
أما من وصفه بأنه لم يشتغل بالحديث؛ فمقصوده واضح أن المراد أنه لم يشتغل به كشغل أهل الفن تصنيفا وعللا وتبويبا ونحو ذلك.
ولو كنا في كل عالم نقف له على كلام مشكل نفعل مثل ذلك لما بقي معنا أحد من أهل العلم؟!!
وهذه طريقة كثير من طلبة العلم مع الأسف الشديد!!!
إذا وقف على خطأ لفلان يقول: إنه متساهل، هكذا بإطلاق صار متساهلا لأنه فقط وقف له على خطأ في التصحيح!
وينبغي حمل كلام أهل العلم على أحسن محامله وفهمه بناء على المعروف والصواب.
أما ضرب بعضه ببعض وحمله على وجه يخالف المعلوم ضرورة من الشرع فليس بمسلك سديد.
ولو نظرنا في كلام أهل العلم فسنجد كثيرا من العبارات التي يمكن أن يفهم منها ما يخالف المعلوم من الشرع، ولكن الباحث يجتنب تلقائيا مثل هذه الفهوم لأنها واضحة البطلان.
وأما سلب العقول في كلام ابن قتيبة فلا يمكن أن يكون مقصوده العقل الذي يلازم التكليف، وهذا واضح جدا؛ لأنه ذكر (يأجوج ومأجوج) وهؤلاء عاقلون مكلفون بالاتفاق، فالعقل في كلام ابن قتيبة هو العقل بمعناه الخاص لا بمعناه العام، وهذا واضح عند التأمل.
وأما تخصيصه الغريب فليس بغريب؛ لأنه ليس تخصيصا يا شيخنا الفاضل كما ذكرتُ من قبل، ولكنه من باب ضرب المثال، ولا يمكن أن يعترض على ضرب المثال بأن هذا تخصيص!!
التخصيص أن يُدعَى أن مثل هذا الحكم يقتصر على هؤلاء الناس، وهذا ما لا يوجد في كلام ابن قتيبة لا مطابقة ولا تضمنا ولا التزاما.
وأما أنه ذكر في رسالته أن الناس أصناف، فمنهم كذا ومنهم كذا .... فهذا يؤيد ما ذكرتُه ولا يخالفه، فتأمل.
¥