تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هذا حوار لموقع أوزبكستان المسلمة مع الشيخ عبد العزيز الحميدي]

ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 09:29]ـ

إخواننا الزوار الكرام!

بفضل الله تعالى ومنته تشرف مراسل موقع "أوزبكستان المسلمة" باللقاء مع فضيلة الشيخ، الدكتور "عبد العزيز الحميدي" – حفظه الله – رئيس قسم العقيدة بجامعة "أم القرى" بمكة المكرمة وإجراء حوار معه، وقد أكد فضيلة الشيخ في أثناء الحوار على أنه على إلمام تام بما يجري على المسلمين في أوزبكستان من الشدائد والمحن في سبيل دينهم، معبرا عن مؤاساته وانفعاله ومذكرا بأنه يدعو الله عز وجل بأن يفرج هموم المسلمين الأوزبك وينفس كربهم .. وقد توجه مراسلنا إليه برجاء أن يدلي لزوارنا الكرام بكلمة مفيدة وموعظة حسنة، فوافق الشيخ على ذلك بكل سرور وارتياح – جزاه الله خيرا - وفيما يلي نقدم لحضراتكم نص هذا الحوار:

القسم الثاني:

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة فضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز الحميدي - حفظه الله - رئيس قسم العقيدة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة

نحمد لله ونشكره ونستعين به ونستغفره ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله بالدين الحق ليظهره على الدين كله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد:

أيها الإخوة الكرام! نحييكم بتحية الإسلام ونقول:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يشملنا بعفوه وعافيته وأن يتغمدنا أحياء وأمواتا بعفوه ورحمته وأن يلهمنا رشدنا وأن يقينا من شرور أنفسنا.

إخوتنا الكرام!

مما لا شك فيه أن هذه فرصة كبيرة ومناسبة كريمة ساقنا الله سبحانه وتعالى لها وقدّر أن نلتقي في هذا اليوم وله الحمد والفضل والمنة، فإن لقاء المؤمن مع أخيه المؤمن له أثر في النفوس وهو أمر مما يعمّق المودة والمحبة ويعمق الشعور الإيماني في العروق؛ أن يكون بين المؤمنين نوع من التكاتف والتراحم وأن ينصر بعضهم بعضا وأن يعين بعضهم بعضا على قدر وسعه وطاقته.

وكما ذكرتم أنكم مسرورون بهذا اللقاء ونحن - والله سبحانه أعلم - أشد سرورا بذلك ولم نحضر لتقديم علم تفقدونه أو نُصحٍ لم تسمعوه من قبل، ولكننا حضرنا فقط تحقيقا لهذا المبدأ العظيم وهو قوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}، وتحقيقا لهذا المبدأ العظيم وهو قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}.

ذُكر أن إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كان إذا بلغه أن رجلاً على السنة وأنه يدعو إليها في أقطاع الأرض كان يراسله ويبعث إليه إذا هو لم يستطع أن يقابله، فيرسل إليه رسالة ويثبته فيها ويذكره ويشجعه ويبين له أنه على ثغر عظيم من ثغور الإسلام.

وهذا الشعور من الإمام أحمد الذي يجعله يراسل كل من بلغه أنه على السنة ويدعو لها ويعمل بها في أقطاع الأرض المتناهية البعيدة ويراسله ويكاتبه؛ شعور بهذه المسئولية الكبيرة وهو أن أهل السنة يجب أن يكون بينهم هذا النوع من التناصر والتعاضد وأنه يجب يشجع بعضهم بعضا لأنه ما من شك أن كل من يعمل بالسنة اليوم ويدعو إليها هو على ثغر عظيم وعلى باب كبير من أبواب الإسلام، فالله الله أن يؤتَى أحدنا من الثغر الذي وكله الله به.

وأيضا أهل السنة والعاملون بها والداعون إليها هم قليل في كل زمان ومكان. هذا سفيان الثوري الإمام المشهور كان إذا رأى طلاب الحديث بمحاضرهم وأوراقهم يقول: "استوصوا بأهل الحديث خيرا فإنهم أقل الناس" أو كما قال.

والإمام الليث بن سعد -وهو أيضا من الأئمة العظام الكبار عاش في زمن تابعي التابعين-، كان يقول كلمة رائعة؛ (يقولها وهو في أيام أتباع التابعين، في تلك الأيام التي تمثل أجود وأجمل فترات الإسلام ظهورا وانتشارا وقوة): "من لم يشعر بالغربة فليس على السنة".

والمعنى: أن كل من يعمل بالسنة لا بد وأن يشعر بنوع من الغربة والصعوبة والمشقة ولو كان بين أهله وفي بلده، فإن كونه بين أهله وفي بلده لا يعني بالضرورة مواساة جميع الأمور له وموافقتها بمقتضاه، وخاصة كما قلنا أن الذي يريد أن يعمل بالسنة ويقوم بها ويدعو إليها لا بد وأن يشعر بالغربة، فلذا أطلق الإمام الليث تلك الكلمة الرائعة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير