تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مخطوطة للعلامة عبدالرحمن المعلمي (ت1386هـ) في حكم توسعة المسعى]

ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 01:28]ـ

في رسالة للشيخ المعلمي قبل أكثر من أربعين عاماً:

عدم مجيء شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحديد عرض المسعى يشعر بأن التحديد غير مقصود شرعاً

http://www.alriyadh.com/2008/04/03/img/044729.jpg

قام بنسخه وتبييضه وإثبات نصه محمد بن عبدالله الدوسري

قام الشيخ محمد بن عبدالله الدوسري بمراجعة وإعادة نسخ رسالة علمية قيمة تتناول توسعة المسعى كتبها المحدث الشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله عام 1386ه وعنونها ب"رسالة في توسعة المسعى بين الصفاة والمروة" ولأهمية ما تناولته هذه الرسالة وإشارته إلى عدد من الخلفاء الذين سبق أن قاموا بتوسعة المسعى ولم يعترض عليهم .. وكان من ضمنهم الخليفة العباسي المهدي حيث نفذ توسعة للحرم المكي الشريف تضمنت توسعة للمسعى ولم ينكر عليه علماء ذلك الزمان الذين كان منهم الإمام مالك والإمام أبو يوسف رحمهما الله .. فإن "جريدة الرياض" تقوم بنشر هذه الرسالة القيّمة والفريدة في بابها خاصة وأن الشيخ المعلمي رحمه الله كتبها قبل التوسعة الجديدة للمسعى بأكثر من أربعين سنة:

قال الله تبارك وتعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) البقرة

158.الصفا والمروة معروفان، نصت الآية على أنهما شعيرتان من شعائر الله، والعبادة المتعلقة بهما هي التطوف بهما، وبينته السنة بما هو معروف.

قام النبي صلى الله عليه وسلم أول مرة على موضع مخصوص من الصفا لا تعرف عينه الآن، ثم سعى إلى المروة فقام على موضع مخصوص منها كذلك، ثم عاد في الشوط الثاني إلى الصفا (ثم) المروة، وهكذا سبعا .. قد يكون قام ثانياً وثالثاً ورابعاً على الموضع الأول من كل منهما، أو على ما يقرب منه.

ثم أقيم بعد ذلك حاجز حصر الموضع الذي يقام عليه من كل منهما في مقدار معين، وكان ذلك المقدار يتسع للناس فيما مضى، وأصبح الآن يضيق بهم، فهل يمتنع توسيعه وقوفاً على عمل من مضى، وإن ضاق وضاق؟ أم ينبغي توسيعه لأن نص الكتاب ورد على الصفا والمروة، وهما أوسع من ذاك المقدار.

وحصر من مضى لذاك المقدار قد يكون لمزاحمة الأبنية، وكفاية ذاك المقدار للناس إذ ذاك .. ، فلم تدع الحاجة حينئذ لتوسعته بهدم الدور؟ ..

وهكذا يأتي في المسعى - أي الطريق الذي يقع فيه السعي - فإنه واقع بين الأبنية من الجانبين، يتسع تارةويضيق أخرى، وذاك يدل على أنه لم يحدد ..

ولم يجيء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ومن بعدهم: بيان لتحديد عرض المسعى إلا ما ذكره الأزرقي في زمانه أنه ذرع ما بين العلمين الأخضرين الذين يليان المروة فوجد ذلك خمسة وثلاثين ذراعاً ونصف ذراع.

وهذا المقدار لا يستمر في بقية المسعى، ويظهر كما سيأتي عن الأزرقي ان موضع هذه الأعلام ليس من المسعى الأصلي، وإنما هو مما حوله المهدي العباسي إليه.

وعدم مجيء شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في تحديد عرض المسعى يشعر بأن تحديده غير مقصود شرعاً، وإلا لكان لتعرضه لمزاحمة الأبنية أولى بالتحديد من عرفات ومزدلفة ومنى، وقد ورد في تحديدها ما ورد.

فهل يبقى المسعى كما هو، وقد ضاق بالساعين وأضر بهم، أم ينبغي توسعته، لأن المقصود هو السعي بين الصفا والمروة، وهو حاصل في المقدار الذي يوسع به هذا الشارع كما هو حاصل في هذا الشارع نفسه؟

والله تبارك وتعالى عالم الغيب والشهادة لا يكلف خلقه بعبادة إلا ويسرها لهم، أو يرخص لمن شق عليه شيء منها أن يدع ما شق عليه، وقد أصبح المسعى يضيق بالمسلمين في أيام الموسم، ويشق عليهم، ولاسيما على النساء والضعفاء والمرضى، بل يلقى فيه الأقوياء شدة.

وسيزداد الحجاج - إن شاء الله - كثرة سنة بعد سنة.

(ذكر) في النهاية لمحمد الرملي الشافعي ج 2ص 416"لم أر في كلامهم ضبط عرض المسعى، وسكوتهم عنه لعدم الاحتياج إليه، فإن الواجب استيعاب المسافة التي بين الصفا والمروة كل مرة، ولو التوى في سعيه عن محل السعي يسيراً لم يضر، كما نص عليه الشافعي".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير