تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تعالوا بنا نتعلم الإنصاف ... نماذج مشرقة فهل نكررها؟؟]

ـ[البحث العلمي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 11:22]ـ

[تعالوا بنا نتعلم الإنصاف ... نماذج مشرقة فهل نكررها؟؟]

جهد جمع الفاضل: ابو بكر المقدسي

من منتدى أنا مسلم

جزاه الله عنا خير الجزاء وأجزلهُ واوفاه.

======================

بسم الله الرحمن الرحيم

(1)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

وبعد فإن سلوك الإنصاف أمرٌ عزيزٌ، ولا يتهيأ إلا من أعطي قوة على محاربة الهوى، وقمع حظوظ النفس، وإعطاء كل شيء حقه، وإنزال الناس منازلهم، ولهذا لا يستطيعه أي أحدٍ، ولا يقدر على التجمل بهذا السلوك من لم يكن عنده استعداد داخلي له.

والإنصاف مأخوذ من النصف، فكأن المنصف أعطى نصفاً لما يعتقد، ونصفاً لما يعتقد غيره، ولهذا لم يصعب عليه الانحياز إلى أيٍّ منهما نظراً لأنه في المنتصف، بخلاف صاحب النظرة المخالفة فإنه يصعب عليه تقبل رأي غيره، أو الإذعان بصواب الآخرين وخطأ نفسه ومن يرى رأيهم، لأنه وضع نفسه على مسافة بعيدة لا تقبل التقاءً ولا تراجعاً، وهذا أول مراحل الخطأ لأنه يظن نفسه صاحب الحق المطلق، ومن سواه هم أصحاب الخطأ المطلق.

قال ابن منظور في لسان العرب: 9/ 33: ((والإنصاف: إعطاء الحق، وقد انتصف منه وأنصف الرجل صاحبه إنصافاً، وقد أعطاه النصفة. ابن الأعرابي: أنصف إذا أخذ الحق وأعطى الحق، والنِّصفة: اسم الإنصاف وتفسيره؛ أن تعطيه من نفسك النصف أي: تعطيه من الحق كالذي تستحق لنفسك، ويقال: انتصفت من فلان، أخذت حقي كاملاً حتى صرت أنا وهو على النِّصف سواء)).

والدعوة إلى الإنصاف، والحث على سلوكه مبدأ قرآني، ودعت إليه السنة المطهرة،

قال تعالى:) ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وأطراف النهار (.

قال الطبري: 4/ 51: القول في تأويل قوله تعالى: (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل) يعني بقوله جل ثناؤه: ليسوا سواء، ليس فريقاً أهل الكتاب أهل الإيمان منهم والكفر سواء، يعني بذلك متساوين، يقول: ليسوا متعادلين، ولكنهم متفاوتون في الصلاح والفساد، والخير والشر، وإنما قيل: ليسوا سواء لأنَّ فيه ذكر صليت من أهل الكتاب اللذين ذكرهما الله في قوله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون، ثم أخبر جلَّ ثناؤه عن حال صليت عنده المؤمنة منهما والكافرة، فقال: ليسوا سواء، أي ليس هؤلاء سواء المؤمنون منهم والكافرون، ثم ابتدأ الخبر جل ثناؤه عن صفة الفرقة المؤمنة من أهل الكتاب ومدحهم وأثنى عليهم بعد ما وصف الفرقة الفاسقة منهم بما وصفها به من الهلع ونخب الجنان ومحالفة الذل والصغار وملازمة الفاقة والمسكنة وتحمل خزي الدنيا وفضيحة الآخرة فقال من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون.

وهناك آيات أخرى تدعو لهذا السلوك، ووضوحها يغني عن نقل تفسيرها، ومنها:

قول الله تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ([المائدة: 8]، وقال في الآية قبلها:) وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ([المائدة: 2]، وقال:) وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ([الأنعام: 152]،) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ([النحل: 90]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير