تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إعلام المنصفين باستحالة التعارض الطب والدين]

ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 01:59]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار.

وبعد:

فإننا نجد أعداء الإسلام يتربصون بنا ليل نهار،ويريدون بذر الشكوك لدينا على التمسك بالإسلام، ويسعون إلى ذلك بشتى الطرق من التشكيك في مصدرية الإسلام، و الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم،و الطعن في القرآن الكريم،والطعن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم .... ومنهج هؤلاء فى بذر الشكوك هو الكذب والتحريف والمغالطة فى الاستدلال وسوء الفهم للنصوص الشرعية من كتاب وسنة، ومن أمثلة المغالطة وسوء الفهم للنصوص الشرعية ما توهمه أعداء الإسلام –وللأسف بعض من ينتسب إلى الإسلام توهم ذلك- من أن هناك بعض الأحاديث الثابتة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تخالف ما يدرس فى علم الطب فوجدوا من هذا التوهم أخصب المجالات في تحقيق هدفهم البغيض؛ لأنه بإثبات وجود خطأ علمى فى القرآن أو السنة-وهذا لن يكون أبدًا – يكون حجة لهم على الطعن فى مصدرية الإسلام، و الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ... ،وسبب هذا التوهم سوء ظنهم بالإسلام،وحرصهم على الطعن فيه،وعدم فهمهم لدين الإسلام، وعدم إلمامهم بعلوم الشرع، وكيفية استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة وغيرهما من أدلة الأحكام، وعدم تنقيحهم الأخبار وأخذ كل الروايات الضعيفة والصحيحة والموضوعة .. ولما رأيت أن الأعداء قد أكثروا من الطعن فى الرسالة المحمدية من خلال إثبات أن هناك كلاماً منسوباً إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم – يخالف الطب فعزمت على كتابة كتابٍ فى الرد على هذه الافتراءات و أسميته ((إعلام المنصفين باستحالة تعارض الطب والدين)) وكان هذا الكتاب مكونا من الأبواب الآتية:

الباب الأول: تأصيل قاعدة لاتعارض بين علم صريح ونقل صحيح

الباب الثانى: أسباب توهم التعارض بين العلم والدين

الباب الثالث: الدين حاكم على العلم

الباب الرابع: إزالة موهم التعارض بين الطب وبعض الأحاديث. وكان الهدف من الكتاب هوبيان عدم تعارض الطب والدين،وإزالة موهم التعارض بين الطب وبعض الأحاديث الثابتة عن الرسول –صلى الله عليه وسلم-، فما كان من توفيق فمن الله،وما كان من خطأ أو نسيان فالله ورسوله منه براء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وكتبه ربيع أحمد سيد حامدا الله ومصليا على نبيه - صلى الله عليه وسلم- إمبابة يوم الأربعاء 4 ذى الحجة سنة 1426 هجريًا الموافق 4 يناير سنة 2006 م.

ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 02:10]ـ

اعلم أيها الأخ الكريم أن الله هو العليم المحيط علمه بكل شىء، فعلمه محيط بجميع العالم السفلى والعلوى، وما فيه من المخلوقات ذواتها وأوصافها وأفعالها وجميع أمورها فلا يخفى عليه شىء من الأشياء قدأحاط علمه بالماضى والحاضر والمستقبل سبحانه وتعالى، لايخفى عن علمه زمان ولا مكان قال تعالى: ((وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم)) [البقرة من الآية 282]،والله خالق كل شىء قال تعالى: ((ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)) [الأنعام: 102]،وبما أن الله خالق كل شىء فهوخالق الطب فيستحيل أن يخبر خالق الطب بما ليس فيه أو أن يخبر سبحانه وتعالى عن شىءفى الطب،ويأتى علم الطب فينقضه، وقد قال تعالى: ((أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)) [الملك: 14] أى ألا يعلم ربُّ العالمين خَلْقه وشئونهم، وهو الذي خَلَقهم وأتقن خَلْقَهُمْ وأحسنه؟ وهو اللطيف بعباده, الخبير بهم وبأعمالهم (التفسير الميسر)،ويقول العلامة السعدى فى تفسيره: فمن خلق الخلق وأتقنه وأحسنه، كيف لا يعلمه؟! ((وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)) الذي لطف علمه وخبره، حتى أدرك السرائر والضمائر، والخبايا [والخفايا والغيوب]، وهو الذي ((يعلم السر وأخفى)) ومن معاني اللطيف، أنه الذي يلطف بعبده ووليه، فيسوق إليه البر والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر، من حيث لا يحتسب، ويرقيه إلى أعلى المراتب، بأسباب لا تكون من [العبد] على بال، حتى إنه يذيقه المكاره، ليتوصل بها إلى المحاب الجليلة، والمقامات النبيلة ا. هـ وبما أن رسول الله مخبر عن الله باللفظ (القرآن) وبالمعنى (السنة) فلا يمكن أن يخبر رسول الله عن شىء،ويأتى العلم فينقضه؛لأن هذا معناه نقض الوحى الذي هو من الله،وقال شيخ الإسلام ابن تيمية فى (درء التعارض بين العقل والنقل):وما أثبته السمع الصحيح لم ينفه عقل صريح،وحينئذ فلا يجوز أن يتعارض العقل الصريح والسمع الصحيح (القرآن والسنة الثابتة)،وإنما يظن التعارض من غلط فى مدلولهما أو مدلول أحدهما ا. هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير