[هل سمعت بهذا من قبل؟!]
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 02:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لك الحمد ربي وصلاة وسلاما على خير خلقك ................. أما بعد:
فهل سمعت بمثل هذا من قبل؟!
إنه حديث تشتاق له النفس ولا تمل منه! كيف تمل وهي تنتقل منه إلى عالم آخر!
حديث حبذا لو تخول طلبة العلم قلوبهم به؛ حديث يدلك على الهدى, وينجيك من ردى , ويحذرك من الهوى , يسير بك سير من قال عنه ربه (ما ضلَّ صاحبكم وما غوى).
إنه الحديث الذي يتخوَّل به الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه , ويُذَّكِّر به حال الشدائد والكرب!
حديث ينفع صاحبه؛ لا حديث من ظن الهوى هدى , وأخذ في عرض أخيه طولا وعرضا , ويحسب أنه يحسن صنعا! وما علم المتعالم أن رأس العلم الخشية , وأن منها أن تحفظ البطن وما حوى, والعقل وما وعى, وتذكر الموت والبلى!
وإن تعجب فعجب لقوم ظنوا بالذابَِ عن عرض أخيه شرا , وقالوا إن فيك جهلا وسفها , وكأنهم لم يقرأوا أن أبا بكر وعمر عوتبا لقولهما ما أنومه! وهو حق إن كان ما يدعي أمثال هؤلاء أن ما يقولون هو الحق , والحق جل جلاله لا يقبل غير الحق , فإن سنة الله لا تتبدل ولا تتحول!
ولست أقصد من ذلك عدم النصح فالدين النصيحة؛ لكن لا تؤتى البيوت إلا من أبوابها , وقد نظم الشافعي في النصح أبياته.
فالأدب الأدب يا طالب العلم إن كنت ترجو يوم العرض غفرانا , فاقدر لكل قدره , واعلم له سابقته , واذكر قوله (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)! وليسعك ما وسع نبيك صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام! وإني أعيذك أن تكون يوم العرض خصم لمن تولاه الله وكان ناصره!
حديثنا عن الجنة إن كنت من طُلابها , وعن الحور إن كنت من خُطَّابها , وعن قصورها إن كنت من عُمَّارها! لم نورد فيه إلا ما صحَّ , وإن طال بنا المجلس هنا فاحتسب فإنه حديث عما تحب النفس وتشتاق له!
الجنة دار نعيم لا تكليف فيها، فيها من النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، قال الله تعالى (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة السجدة الآية 17
ومن نعيمها صفاء النفس وسلامتها , لا غل فيها ولا حقد , ولا كره ولا بغض , متآلفة قلوبهم , متقابلة سررهم , متقاربة أرواحهم , قد طهروا تطهيرا كما ثبت عند البخاري [2308] من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الْجَنَّةِ أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا ".
فلا أنا ولا أنتَِ سنبقى على ما نحن عليه من خَلْق وخُلُق جزاءً من الربِّ وإكراما؛ فلا يحزن من ابتلي بأبٍ أو أم أو زوجة أو ابن أو ابنة أو أخ أو أخت بينهم من الشحناء ما بينهم , فإنهم إن دخلوا الجنة دخلوها متحابين لا يودون الافتراق , اجتماعهم على ما تشتهي النفس وتقر به العين و يسعد به البال!
بل إنَّ الذرية والأهل يرفعون إلى أعلى درجة نالها قريبهم , فالزوج إنْ قصَّر في الطاعة فإنه يرفع إلى درجة زوجته إن كانت أصلح منه وأرفع درجة كرما لها وفضلا من الكريم جل جلاله , يقول الله تعالى (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) سورة الرعد الآية 22/ 24
¥