((المَقْري والمَقَّري: تحقيق علمي في ضبط كلمة المَقْري)) مقال نشر في مجلة دع
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 02:05]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والصلاة على رسوله محمد المبعوث رحمة للعالمين؛ وبعد:
إن الناظر في كتب علمائنا يجد شدة حرصهم على ضبط أسماء الأعلام، وضبط كناهم، وأنسابهم، مما جعلهم يصنفون المصنفات، ويؤلفون المؤلفات في هذا الباب خاصة؛ وذلك لتجنب وقوع الخطأ، والخلط، والغلط بين أولئك الأعلام.
وبنظرة سريعة في فهارس الكتب سنجد عددا كبيرا من كتب هذا النوع – قديما وحديثا -.
وأنا – هنا – لا أريد أن أتكلم عن هذا العلم، فهذا له موطن آخر؛ وإنما غرضي – هنا - هو نقل مقال الأستاذ عبد القادر زمامه؛ حول ضبط لفظة (المقري)؛ مع ذكر بعض الأمور – مني – قبل ذكر مقاله. والنتيجةُ التي خرج بها الأستاذ عبد القادر هي الحقيقة التي يجب الأخذ بها، وترك ما سواها.
وهذا البحث قامت بنشره مجلة (دعوة الحق) في العدد الخامس ص (160 - 162) من السنة الرابعة عشرة (ربيع الأول) عام (1391) هجرية. كما نشر في غيرها من المجلات.
ومساهمة – مني - في نشر العلم، وابتغاء الأجر والثواب؛ قمت بطبع هذه الوريقات من تلكم المجلة.
والأمور التي أحببت أن أذكرها - حول هذه المسألة - قبل نقل بحث الأستاذ هي:
1 - أن الذي اشتُهِر في ضبط هذا اللفظ هو بفتح الميم وتشتديد القاف؛ وهذا الاشتهار منشؤه التقليد؛ كما سيأتي.
2 - أن هناك عددا من الأعلام ممن ينتسبون إلى (مقرة) ومن أشهرهم – كما ذكر الأستاذ زمامه -:
أ - أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد المقري – رحمه الله -؛ ومن أشهر كتبه (القواعد الفقهية) و (عمل من طب لمن حب) و (الحقائق والرقائق) وغيرها. المتوفى سنة (758) هجرية.
ب – أبو عثمان سعيد بن أحمد المقري – رحمه الله – مفتي تلمسان خمسا وأربعين سنة. وقيل: ستين سنة! كان حيا سنة (1011) هجرية؛ كما في (البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان) ص (105) (الطبعة الثعالبية) وبهذا يتبين خطأ الأستاذ زمامه؛ حيث أرخ لوفاته بتاريخ (1010) هجرية!!
ج - أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد المقري – رحمه الله – ومن أشهر كتبه (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، وذكر وزيرها لسان الدين ابن الخطيب) و (أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض) و (روضة الأنس العاطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من علماء مراكش وفاس) المتوفى سنة (1041) هجرية.
3 – أن (المقري) نسبة إلى بلدة (مقرة) - بسكون القاف - من قرى زاب بالجزائر؛ في ولاية (المسيلة) – الآن -؛ وأخطأ بعضهم – كالزركلي في أعلامه – في قوله: بأنها من قرى تلمسان؛ ولعل الزركلي أخذ هذا من المحبي؛ لأن كتاب المحبي – خلاصة الأثر – أحد مراجع الزركلي في ترجمة أبي العباس المقري صاحب (نفح الطيب)؛ والمحبي ذكر هذا في ترجمته في خلاصته.
4 - أغرب الأستاذ محمد أبو الأجفان – رحمه الله – حيث ضبط لفظ (المقري) هكذا (المَقَرِّي) بفتح الميم، وفتح القاف، وتشديد الراء المكسورة!!
ولم أر أحدا فعل هذا سواه.
5 – أن الدكتور أحمد بن عبد الله بن حميد – حفظه الله – في مقدمته للقواعد الفقهية للمقري: بعد أن ذكر أن (المقري) هي بفتح الميم وتشديد القاف - قال في (1/ 54): وقيل: إن ضبطه المقري - بفتح الميم وسكون القاف .. إلخ.
ثم قال: وهما لغتان في قرية مقرة التي ينسب إليها المقري.انتهى.
قلت (أشرف): وهذا غير صحيح كما ستراه قريبا.
وهناك غيره من قال: إنهما لغتان – وهو غير صحيح - كما في (شذرات الذهب) (8/ 333) (طبعة دار ابن كثير) وغيرها.
6 - هناك بحث نشر في إحدى المجلات حول ضبط لفظة (المقري)؛ وليس – هو – بين يدي – الآن - فلعلي أجده فيما يأتي من أيام!
7 – أن هناك عددا لا بأس من الأبحاث والدراسات عن أبي العباس المقري وكتابه (نفح الطيب) وتكلموا عن ضبط هذه اللفظة، ولست بحاجة لذكرهم.
¥