تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كيف نتبع النبي صلى الله عليه وسلم في عصر العولمة ?]

ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 03:06]ـ

كيف نتبع النبي صلى الله عليه وسلم في عصر العولمة

أبو يونس العباسي

الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -,وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه , وسلم تسليما كثيرا , وبعد ....

-دعيت إلى مسجد من مساجد قطاع غزة لإعطاء ندوة بعنوان هذا المقال , فتكلمت للناس حول هذا المقال , وكانوا ينظرون إلى -وخاصة الملتزمون منهم- نظرة ذهول ممزوجة بسعادة وسرور , ولكن بعد أن أنهيت الدرس ورجعت إلى بيتي , لحق الإخوة الذين دعوني إلى الدرس مضايقات كثيرة وبسبب ما قلته في الدرس , فكان هذا سببا في أن أسطر لكم هذا الدرس في هذا المقال.

-في وقت تعاظم فيه الكفر واتباع الكافرين , نادى أتباع سيد المرسلين _ محمد صلى الله عليه وسلم - إلى وجوب اتباع النبي الكريم , لما في اتباعه من الخير العميم , على الآدميين وغير الآدميين , ومن أجل ذلك كان هذا المقال " كيف نتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - في عصر العولمة؟؟؟

-وبادئ ذي بدئ لا بد لنا أن نعرف ما هو المقصود بالاتباع , والاتباع هو: الاقتداء والتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في الاعتقادات والأقوال والأفعال والتروك.

-فلا بد على كل مسلم - إن كان مسلما حقيقيا - أن يعتقد العقيدة التي جاء بها محمد - صلى الله عليه وسلم - ويكفر بكل ما خالفها من عقائد كافرة فاجرة , ضالة مضلة , لابد بد عليه أن يقتدي ويتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - في أقواله , بل لابد عليه أن يضبط أقواله بمنهج الله تبارك وتعالى - كتابا وسنة - , لابد عليه - إن كان مسلما حقيقيا - أن يقلد ويتبع النبي في أفعاله , بل يلزمه أن يضبط أفعاله جميعا بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعليه كذلك أن يترك كل ما ترك الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وأن ينتهي عن كل ما نهاه عنه الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم.

-أما العولمة فهي: أن يخضع العالم لنظام واحد يحكمه ويديره في جميع مجالات الحياة.

ويا ليت هذا النظام نظام عدل وعدالة , إنه وللأسف نظام ظلم واستبداد وواسطة وتسلط وفجور وفساد وإفساد وضلال وإضلال , إنه النظام الصهيوأمريكي ,.

-إخوتاه: ونحن نتحدث عن العولمة , لا بد أن نفرق بينها وبين عالمية الإسلام , العولمة معروف أنها نظام وضعي بشري , في حين أن مصدر عالمية الإسلام هو الله رب العالمين , قال الله تعالى:"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " وقال أيضا:" أفمن يخلق كمن لا يخلق" , العولمة يقصد واضعوها منها تعبيد الناس للناس , قال الله تعالى على لسان فرعون وهو يحدث قومه:"ما علمت لكم من إله غيري" , أما عالمية الإسلام فيقصد بها تعبيد الناس لرب الناس - سبحانه وتعالى - , قال الله تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " , عالمية الإسلام يقصد منها الخير للإنسان كإنسان , مصداقا لقوله تعالى:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " وكما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:"عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل. وفي رواية يقادون إلى الجنة بالسلاسل" , وهؤلاء قوم نغزوا بلادهم فنأسرهم , فيكون أسرنا لهم سببا في دخولهم الإسلام , ومن ثم دخول الجنة , وحول هذا المعنى يقول ربعي بن عامر - رضي الله عنه -:" نحن قوم ابتعثنا الله تعالى لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة" , أما العولمة فهي تقوم على مصلحة فئة قليلة , على حساب المصلحة العامة , فلسان حال أرباب العولمة - عربا وعجما - يقول: أنا ومن بعدي الطوفان , ولذلك فإنك ترى هؤلاء يكبون ملايين الأطنان من القمح في البحر مع أنه يموت آلاف البشر على سطح الأرض جوعا , وإذا سألت عن السبب؟ سيتبين لك أنها المصالح الذاتية , التي يمكننا أن نسميها:"الأنانية" , والأنانية خلق مذموم عندنا في غزة , ولذلك شاع عندنا المثل القائل:" من أحب نفسه كرهته جماعته ", عالمية الإسلام لا تفرق في أحكامها بين إنسان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير