[(منقول) الصيام والحياة الإيجابية للدكتور غازي بن مرشد العتيبي]
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 06:15]ـ
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=5484
كيف يمكن للصائم أن يحيا في رمضان حياة إيجابية
؟ وهل هناك طريقة عملية تعين على هذه الحياة الإيجابية؟
- هذا سؤال مهم جدا لا يعرف قدره إلا من وفقه الله ونوَّر بصيرته؛ لأن من عاش الحياة الطيبة في الدنيا عاش الحياة الطيبة في الآخرة , كما قال تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} النحل97.
ويمكن تلخيص جواب هذا السؤال في العناصر التالية:
1 - أول أركان الحياة الإيجابية في رمضان (وفي غيره) الإخلاص لله تعالى , وذلك بأن تنوي بصيامك وجه الله تعالى , وتحتسب الأجر عنده , وقد نبه الني صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في قوله: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه " رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
2 - احرص على التخلص من العادات السيئة إذا كانت موجودة لديك؛ كالتدخين , والجلوس في الاستراحات والكازينوهات على الأمور المحرمة أو التي أقل أحوالها أنها تقتل الأوقات , وكالسب والشتم والحسد والكذب ....... , واستبدال هذه العادات بأضدادها , وتذكر أن الله تعالى قال في أهل الجنة: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} الحج24.
3 - اغتنم كل دقيقة من رمضان , ولا تجعل لحظة منه تذهب في غير ما فائدة , واحذر من تضييع زمانك فإن كل لحظة تذهب منه لا عوض لها.
وما أحسن قول البخاري:
اغتنم في الفراغ فضل ركوع
فعسى أن يكون موتك بغتة
كم صحيح مات من غير سقم
ذهبت نفسه الصحيحة فلته.
ومن مظاهر تضييع الأوقات في رمضان: كثرة النوم في النهار , ولعب الكرة لساعات طويلة حتى في العشر الأواخر!! , وكثرة الذهاب للأسواق , وبقاء المرأة في المطبخ سحابة يومها ...... .
4 - اجعل رمضان فرصة للمحافظة على صلاة الجماعة في المسجد , وحاول أن يؤذن المؤذن وأنت في المسجد , واستغل ما بين الأذان والإقامة في القراءة والدعاء واللجوء إلى الله.
واحذر أن تفوتك صلاة الجماعة في المسجد.
5 - اجعل لك ورداً من القرآن لا تُخِلَّ به , واحرص على تأمل معاني الآيات , وترديد الآيات التي تجد أنها تؤثر على قلبك , والبكاء أو التباكي عند قراءة القرآن , وستجد أثر ذلك على قلبك حتى بعد رمضان.
6 - واظب على صلاة التراويح , واستعد لها بالتطيب والسواك , وأكملها مع الإمام حتى يُكتب لك قيام ليلة كاملة من غروب الشمس إلى طلوعها , يقول صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة " فما أعظم رحمة الله وفضله!! قيام ساعة أو أقل يكتب به قيام ليلة كاملة!!.
7 - إن استطعت أن يكون معك دراهم للصدقة , بحيث تتصدق كل يوم ولو بريال أو أقل فافعل؛ فإن الصدقة تطفئ الخطيئة وتدفع ميتة السوء.
8 - من الصدقة تفطير الصائمين على الوجه المشروع , أما الإسراف بدعوى تفطير الصائمين ثم وضع ما زاد في المزابل فذلك مجلبة للإثم!
9 - بادر في العمرة في رمضان فإنها تعدل في الأجر حجةً مع أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم , واحرص على أن تكون مع صحبة طيبة تُعينك على الخير إذا كسلت , وتُعلِّمك إذا جهلت.
وقبل الدخول في العمرة ينبغي لك أن تتعلم أحكامها؛ إما بسؤال أهل العلم , وإما بقراءة كتاب موثوق ككتاب التحقيق والإيضاح لأحكام الحج والعمرة للعلاَّمة ابن باز رحمه الله.
وإذا أشكل عليك شيء فبادر بالسؤال , ولا تكن كمن يقع في محظور أو يحتاج لمعرفة بعض الأمور ثم لا يسأل إلا بعد بضع سنين!!
10 - جاهد النفسَ على الخير , ورابط على الطاعة , وكن في يومك خير من أمسك , واعلم أن المحبوبات لا تُنال إلا باحتمال المكروهات , والسيادة في الدنيا والسعادة في العقبى لا تكون إلا على جسر التعب.
برنامج عملي
يصعب وضع برنامج موحد لكل الناس؛ لأن ظروفهم وأحوالهم تختلف من شخص لآخر , لكن هناك أمور ينبغي مراعاتها , وهي:
1 - صلاة الفجر في المسجد مع الجماعة.
2 - الاشتغال بقراءة القرآن وذكر الله بعد الصلاة حتى يخرج وقت النهي (يخرج إذا ارتفعت الشمس بمقدار رمح في نظر الناظر).
3 - صلاة ركعتي الإشراق.
4 - الحرص على الاستفادة من بقية الوقت فيما ينفع مع أخذ قسط من الراحة للاستعانة بها على الطاعة , ومن نام محتسباً ذلك عند الله (أي يقصد بنومه أن ينشط للعبادة ويقوى عليها) كتب الله أجر قومته وأجر نومته.
5 - الالتجاء إلى الله قُبَيل الإفطار بالدعاء والإلحاح في السؤال فإن هذا الموضع مظنَّة للإجابة.
6 - بعد الإفطار ينبغي الاشتغال بقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستعداد لصلاة العشاء والتراويح.
7 - لا مانع من الترفيه عن النفس ببعض الأمور المباحة حتى لا تمل النفس (لمن احتاج لذلك).
8 - اخذ قسط من الراحة في الليل.
9 - التسحر , ويستحب تأخيره , ثم انطلق للمسجد انتظارا لصلاة الفجر , ولا ترجع للفراش بعد السحور حتى لا تفوت عليك الصلاة.
فمن واظب على ذلك يُرجى له أن يحيى حياة طيبة إن شاء الله.
وبالله التوفيق .........