[(أكرموا الخبز)]
ـ[أبو الخطاب فؤاد السنحاني]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 04:29]ـ
[(أكرموا الخبز)]
بسم الله والصلاة على رسو الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد:ا
لملاحظ إسراف كثير من الناس في شهر رمضان وفي غيره بانواع الاطعمه وربما يُلقى كثير منها في المزابل وهذا يُعد عين الاسراف فاحببتُ أن اُ ذكر نفسي وإخواني بقيمة نعمه واحده وهي نعمة الخبز التي أمرنا نبينُاصلى الله عليه وسلم بإكرامه.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم –
قال: (أكرموا الخبز)
رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ورواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه السيوطي في الجامع الصغير وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير 1/ 265.
وقد اعتبر العلماء أن من آداب الطعام إكرام الخبز،
وقال العلامة المناوي:
[(أكرموا الخبز) سائر أنواعه لأن في إكرامه الرضى بالموجود من الرزق وعدم الاجتهاد في التنعم وطلب الزيادة. ومن كلام الحكماء: [الخبز يُباس ولا يُداس] فيض القدير 2/ 116.
وقال العلامة المناوي أيضاً:
[وإكرامه - الخبز - أن لا يوطأ ولا يمتهن كأن يستنجى به أو يوضع في القاذورة والمزابل أو ينظر إليه بعين الاحتقار] المصدر السابق 2/ 117.
وقال المناوي في فيض القدير:
(أكرموا الخبز) بسائر أنواعه لأن في إكرامه الرضى بالموجود من الرزق وعدم الاجتهاد في التنعم وطلب الزيادة
الخبز غذاء البدن والغذاء قوام الأرواح وقد شرفه الله وجعله من أشرف الأرزاق وأنزله من بركات السماء نعمة منه فمن رمى به أو طرحه مطرح الرفض والهوان فقد سخط النعمة وكفرها وإذا جفا العبد نعمة نفرت منه وإذا نفرت منه لم تكد ترجع.
قال صاحب:التيسير بشرح الجامع الصغير (
أكرموا الخبز) بالضم بالنظر إليه بعين الإجلال والتعظيم والاعتراف بأنه من فيض الفضل العميم إذ به حياة الأشباح وبعموم وجوده حصول الروح والارتياح وزعم أن المراد بإكرامه التقنع به وحده لما فيه من الرضا بالموجود من الزرق وعدم التعمق في التنعم وطلب المزيد يردّه الأمر بالائتدام والنهي عن أكله غير مأدوم (ك هب عن عائشة)
وصححه الحاكم وأقروه
قال السَّرَخْسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَمِنْ الْإِسْرَافِ أَنْ تَضَعَ عَلَى الْمَائِدَةِ مِنْ أَلْوَانِ الطَّعَامِ فَوْقَ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ الْآكِلُ.
وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ الزِّيَادَةَ عَلَى مِقْدَارِ حَاجَتِهِ فِيهِ كَانَ حَقَّ غَيْرِهِ إلَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ قَصْدِهِ أَنْ يَدْعُوَ الْأَضْيَافَ قَوْمًا بَعْدَ قَوْمٍ إلَى أَنْ يَأْتُوا عَلَى آخِرِ الطَّعَامِ فَحِينَئِذٍ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ غَيْرُ مُفْسِدٍ، وَمِنْ الْإِسْرَافِ أَنْ يَأْكُلَ وَسَطَ الْخُبْزِ وَيَدَعَ حَوَاشِيَهُ أَوْ يَأْكُلَ مَا انْتَفَخَ مِنْ الْخُبْزِ كَمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْجُهَّالِ يَزْعُمُونَ أَنَّ ذَلِكَ أَلَذُّ، وَلَكِنَّ هَذَا إذَا كَانَ غَيْرُهُ لَا يَتَنَاوَلُ مَا تَرَكَ هُوَ مِنْ حَوَاشِيهِ، أَمَّا إذَا كَانَ غَيْرُهُ يَتَنَاوَلُ ذَلِكَ فَلَا بَأْسَ كَأَنْ يَخْتَارَ لِتَنَاوُلِهِ رَغِيفًا دُونَ رَغِيفٍ، وَمِنْ الْإِسْرَافِ التَّمَسُّحُ بِالْخُبْزِ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنْ الطَّعَامِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْكُلَ مَا يَمْسَحُ بِهِ؛ لِأَنَّ غَيْرَهُ يَتَقَذَّرُ ذَلِكَ فَلَا يَأْكُلُهُ فَأَمَّا إذَا كَانَ هُوَ يَأْكُلُ مَا يَمْسَحُ بِهِ فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ، وَمِنْ الْإِسْرَافِ إذَا سَقَطَ مِنْ يَدِهِ لُقْمَةٌ أَنْ يَتْرُكَهَا بَلْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَبْدَأَ بِتِلْكَ اللُّقْمَةِ فَيَأْكُلَهَا؛ لِأَنَّ فِي تَرْكِ ذَلِكَ اسْتِخْفَافًا بِالطَّعَامِ، وَفِي التَّنَاوُلِ إكْرَامًا، وَقَدْ أُمِرْنَا بِإِكْرَامِ الْخُبْزِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَكْرِمُوا الْخُبْزَ}،، وَهَذَا؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ مَنْدُوبٌ إلَى شُكْرِ النِّعْمَةِ وَالتَّحَرُّزِعَنْ كُفْرَانِ النِّعْمَةِ، وَفِي تَرْكِ اللُّقْمَةِ الَّتِي سَقَطَتْ مَعْنَى كُفْرَانِ النِّعْمَةِ،
وكذا يكره اكل وجه الخبز او جوفه ورمى باقية لما فى كل ذلك من الاستحقاق بالخبز والاستخفاف بالخبز يورث الغلاء والقحط كذا فى شرح النقاية والعوارف
وخلاصة الأمر أنه لا يجوز دوس الخبز بالقدم وأن ذلك من كفر نعمة الله
لا شك أن الخبز نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى ونعم الله ينبغي أن تصان عن الامتهان والاحتقار ودوس الخبز بالقدم عمداً يدخل في كفران نعمة الله جل جلاله. وليس صحيحاً أنه لا كرامة للخبز بل له كرامة كما ورد في الحديث.
ـ[علي سليم]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 05:44]ـ
يرفع لاهمية الموضوع و ندرة معرفته عند العامة ...
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 08:40]ـ
للعلامة أحمد بن المحجوب المراكشي رحمه الله كتيب صغير في الموضوع بعنوان "الستر العام فيما يتعلق بتعظيم الطعام" تقديم كاتب هذه السطور {الدكتور عزالدين المعيار} وتعليق: الأستاذ أحمد متفكر - منشورات المجلس العلمي لمراكش - المغرب - الطبعة:1/ 1428هـ = 2007م
مما جاء فيه:"و من إكرام الخبز أن يلتقط الكسر من الأرض و إن قلت ... و لا يضع القصعة على الخبز ولا غيرها إلا ما يؤكل من الإدام، و يكره مسح الأصابع و السكين بالخبز إلا إذا أكله بعده و كذا يكره وضع الخبز جنب القصعة لتستوي، وكذا يكره أكل وجه الخبز أو جوفه و رمي باقيه لما في ذلك من الاستخفاف بالخبز، والاستخفاف به يورث الغلاء والقحط، كذا في شرح النقاية والعوارف ...
و أخرج ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي النبي (ص) فرأى كسرة ملقاة فأخذها و مسحها ثم أكلها فقال: يا عائشة أكرمي نعم الله فإن النعمة ما نفرت عن قوم فعادت إليهم"
¥