تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سكون الأرض وجريان الشمس]

ـ[محمد بن عبد الله2]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 04:36]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد.

سأنقل إن شاء الله بعض النصوص وكلام أهل العلم في سكون الأرض وجريان الشمس. لأني رأيت مع الأسف بعض الإخوة ينكرون هذا. ولا شك أن المسألة خطيرة. كما يقول العلامة بن باز في من يزعم أن الشمس ثابتة وجارية حول نفسها، قال رحمه الله: "وما كفر صاحبه ببعيد." أنظر كلامه في مقالته:

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17587

ولا شك ان الحق مع القرآن العظيم وأن ما يزعمه الكفرة باطل. ومن تأمل ونظر علم أنه ليس معهم إلا الظن، ولكن كثير من الناس للغرب مقلدون.

والله الموفق.

سكون الأرض

قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (6/ 557 - 558): " (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا) أي: أن تضطربا عن أماكنهما، كما قال: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ)، وقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ). (وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) أي: لا يقدر على دوامهما وإبقائهما إلا هو، وهو مع ذلك حليم غفور، أي: يرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه، وهو يحلم فيؤخر وينظر ويؤجل ولا يَعْجَل، ويستر آخرين ويغفر؛ ولهذا قال: (إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) ....

وقد قال أبو جعفر بن جرير: حدثنا ابن بشار، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: جاء رجل إلى عبد الله - هو ابن مسعود - فقال: من أين جئت؟ قال: من الشام. قال: مَنْ لقيت؟ قال: لقيت كعبًا. قال: ما حدثك كعب؟ قال: حدثني أن السموات تدور على مِنْكَب مَلَك. قال: أفصدقته أو كذبته؟ قال: ما صدقته ولا كذبته. قال: لوددت أنك افتديت مَن رحلتك إليه براحلتك ورَحْلِها، كَذَب كعب. إن الله تعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ). وهذا إسناد صحيح إلى كعب وإلى ابن مسعود. ثم رواه ابن جرير عن ابن حميد، عن جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: ذهب جُنْدب البَجَلي إلى كعب بالشام، فذكر نحوه.

وقد رأيت في مصنف الفقيه يحيى بن إبراهيم بن مُزَين الطليطلي، سماه "سير الفقهاء"، أورد هذا الأثر عن محمد بن عيسى بن الطَّبَّاع، عن وَكِيع، عن الأعمش، به. ثم قال: وأخبرنا زونان - يعني عبد الملك بن الحسن - عن ابن وهب، عن مالك أنه قال: السماء لا تدور. واحتج بهذه الآية، وبحديث: "إن بالمغرب بابا للتوبة لا يزال مفتوحا حتى تطلع الشمس منه". اهـ.

وقال الألوسي في "روح المعاني" عند كلامه على الآية: "والمنصور عند السلف أن السماوات لا تدور وأنها غير الأفلاك. وكثير من الإسلاميين ذهبوا إلى أنها تدور وأنها ليست غير الأفلاك. وأما الأرض فلا خلاف بين المسلمين في سكونها." (22/ 204)

وقال أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي المتوفى في عام 429هـ في كتابه "الفرق بين الفرق" ص195: "وأجمعوا - يعني اهل السنة - على وقوف الأرض وسكونها وأن حركتها إنما تكون بعارض يعرض لها من زلزلة ونحوها خلاف قول من زعم من الدهرية أن الأرض تهوى أبدا ولو كانت كذلك لوجب ألا يلحق الحجر الذى نلقيه من أيدينا الأرض أبدا لأن الخفيف لا يلحق ما هو أثقل منه فى انحداره." اهـ.

وذكر في كتابه "أصول الدين" ص 6 في المسئلة الثانية عشرة من الأصل الثاني في بيان وقوف الارض ونهايتها: قال: "اختلفوا في هذه المسئلة - أي المسلمون مع غيرهم - فقال: المسلمون وأهل الكتاب بوقوف الأرض وسكونها وأن حركتها إنما تكون في العادة بزلزلة تصيبها."

ونقل القرطبي في تفسيره أن سكون الأرض هو الذي عليه المسلمون وأهل الكتاب.

جريان الشمس

قال ربنا جل وعلا: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير