تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رمضان عبر وعبرات .. !!]

ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 11:58]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

دروس رمضان

بقلم / الشيخ ياسين بن خالد الأسطل

الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة

المجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين

خان يونس في الخميس 11/ رمضان /1429 هـ الموافق 11/ 9/ 2008 إفرنجية ..

دروس رمضان عظيمة القدر، جليلة الرتبة، غزيرة الفائدة، ومنها الصيام:

الصيام حقاً إن الصيام سبيل إلى صفاء النفس، ونقاء القلب، ورقي العبد في مدارج السمو، ومعارج القبول، ففيه التجرد من أسر الشهوات، والتخلص من ضغط الملذات، فيكون الصائم بحق في طاعة ربه، ورضا خالقه، سواءً في استيقاظه أو منامه، وقيامه أو قعوده، وصمته أو كلامه، وهذا يتجلى في قوله تعالى:

} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة (183).

فجاءت كلمة (لعلَّ) التي تفيد تعليق ما بعدها على ما قبلها ولتفيد رجاء حصول التقوى للصائمين، فهي مقصود الصيام العظيم، وفي الحديث: " قَالَ رَسُول ُ الله صلى الله عليه وسلم:

" الصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ".

انظر يا أخي المسلم كيف يتولى الله عز وجل الجزاء للصائمين، ويؤخر بيانه إلى يوم الدين، وانظر يا أخي المسلم كيف ينسب رب العزة والجلال عمل ابن آدم له إلا الصيام فيختاره لنفسه رب العالمين، ففي الحديث القدسي: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ "

سبحان الله العظيم ما أعظمها من عبادة، سبحان الله العظيم ما أكرمها من زيادة، سبحان الله العظيم ما أحلاها من منة، يتذَوَّق فيها الصائمون لذة الشوق، كما يتذوقون لذة التعبد، فللصائم فرحتان كما في الحديث فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه.

لهذا يا أخي المسلم ويا أختي المسلمة الحرص الحرص، والإخلاص الإخلاص، والاقتفاء الاقتفاء للأثر النبوي الكريم، والنهج السلفي القويم في كل العبادات على العموم وفي هذه العبادة على الخصوص حتى نتذوق كما ذاقوا، ونستلذ كما استلذوا، ونجنتي كما اجتنوا، وإيانا جميعاً وتخرصات الخالفين، وابتداعات المتنطعين، التي تذهب برونق العبادة، وبهاء العمل.

من دروس رمضان: الصدقة،حيث كان رسول الله (ص) أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فرسول الله (ص) أجود بالخير من الريح المرسلة،حيث إن الصدقة هي دليل الصدق فمن كان صادقاً كان سخياً كريماً، جواداً رحيماً يجود بالخير، كما يجود بالعلم، كما يجود بالمال، بل وبكل ما يحب وكما قال الله تعالى:} لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ {آل عمران (92) وفي حديث النبي (ص) " الصدقة برهان "

لهذا يندب للصائم أن يتصدق ولو بشق تمرة فلم يجد فبكلمة طيبة فمن لم يجد يحجز نفسه عن الشر فهذه صدقة منه على نفسه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير