تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[يكتفى بالفريضة ولايصلى نافلة ابدا فهل للعلماء قول فيه؟]

ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 11:42]ـ

منذ عشرين عاما يكتفى بالفريضة ولايصلى أى نافلة سواء كانت سننا راتبة قبلية او بعدية او نوافل مطلقة او لها سبب كسنة الوضوء وتحية المسجد ونحوه وقد زجرناه كثيرا ولكنه مصر على ذلك ليس انكارا للسنة ولكن تراخيا وكسلا معتمدا على معرفته ان السنن يثاب فاعلها ولايعاقب تاركها حتى التراويح فى رمضان فهل عند احد الافاضل كلاما لاحد اهل العلم سلفا او خلفا فى مثل حال صاحبنا

وجزاكم الله خيرا

ـ[محمد سعيد 1]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 12:09]ـ

عن أبي عبدالله جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما، أن رجلا سأل رسول الله عليه وسلم فقال: " أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئا، أأدخل الجنة؟ "، قال: (نعم). رواه مسلم.

ومعنى حرّمت الحرام: اجتنبته،

ومعنى أحللت الحلال: فعلته معتقدا حلّه.

الشرح

لما أرسل الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، جعل الغاية من ابتعاثه الرحمة بالخلق، والإرشاد إلى أقصر الطرق الموصلة إلى رضى الربّ، وإذا رأينا قوله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} (الحج: 107)، تداعى إلى أذهاننا الكثير من الصور التي تؤكّد هذا المعنى، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يدّخر جهدا في إنقاذ البشرية من الضلال، وتبصيرهم بالهدى والحق.

وتحقيق هذا الهدف يتطلّب الإدراك التام لما عليه البشر من تنوّع في القدرات والطاقات، إذ من المعلوم أن الناس ليسوا على شاكلة واحدة في ذلك، بل يتفاوتون تفاوتا كبيرا، فلئن كان في الصحابة من أمثال الصدّيق و الفاروق وغيرهم من قادات الأمة الذين جاوزت همتهم قمم الجبال وأعالي السحاب، فإن منهم – في المقابل – الأعرابي في البادية، والمرأة الضعيفة، وكبير السنّ، وغيرهم ممن هم أدنى همّة وأقل طموحا من أولئك الصفوة.

ولذلك نرى – في الحديث الذي نتناوله – هذا الصحابي، وقد أتى ليسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، سؤال المشتاق إلى ما أعده الله تعالى لعباده المتقين في الجنة، ومسترشدا عن أقصر الطرق التي تبلغه منازلها، فقال: " أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئا، أأدخل الجنة؟ ".

إن هذا السؤال قد ورد على ألسنة عدد من الصحابة رضوان الله عليهم بأشكال متعددة، وعبارات متنوعة، فقد ورد في صحيح البخاري و مسلم، أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس صلوات في اليوم والليلة)، فقال: هل علي غيرها؟، قال: (لا، إلا أن تطوع)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وصيام رمضان)، قال: هل علي غيره؟، قال: (لا، إلا أن تطوع)، وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة، قال: هل علي غيرها؟، قال: (لا، إلا أن تطوع)، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفلح إن صدق)، وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني بعمل يدخلني الجنة؟، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم) رواه البخاري.

ومما لا ريب فيه أن السائل الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي نحن بصدده – كان دقيقا في اختياره للمنهج الذي رسمه لنفسه؛ فإنه قد ذكر الصلوات المكتوبات، وهي أعظم أمور الدين بعد الشهادتين، بل إن تاركها بالكلية خارج عن ملة الإسلام، كما جاء في الحديث الصحيح: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).

وبعد الصلاة ذكر صوم رمضان، وهو أحد أركان الإسلام العظام، و مما أجمع عليه المسلمون، وقد رتّب الله عليه أجراً كبيراً، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير