[تبرئة مفتي الانام ابن تيمية من القول بفناء النار.]
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 05:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وازواجه وصحبه اجمعين اما بعد:
فمن البدع التي احدثها جهم بن صفوان القول بفناء الجنة والنار وهو قول كفري كما قال اهل العلم لان هذا القول من اقبح الاقوال وهو قول مخالف لما نص عليه كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومخالف لاجماع سلف الامة وائمتها فانه لم يصح عن احد سلف هذه الامة انه قال بفناء النار او الجنة قال ابن حزم رحمه الله في (الفصل في الملل والنحل): اتفقت فرق الأمة كلها على أنه لا فناء للجنة ولا لنعيمها ولا للنار ولا لعذابها إلا جهم بن صفوان. وقال الامام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري في كتابه الشريعة رحمه الله تعالى: (كتاب الإيمان والتصديق بأن الجنة والنار مخلوقتان وأن نعيم أهل الجنة لا ينقطع عن أهلها أبداً وأن عذاب النار لا ينقطع عن أهلها الكفار أبداً. وقال ابو جعفر الطحاوي رحمه الله في كتابه الطحاوية: والجنة والنار لا تفنيان ابدا ولا تبيدان.
فهذا هو قول اهل السنة والجماعة قاطبة وقد ياتي بعضهم ويقول كيف تدعون الاجماع على هذه المسالة وقد قال شيخ الاسلام بفناء النار فيقال له ان هذا من اعظم الكذب والافتراء على شيخ الاسلام ابن تيمية فانه رحمه الله قال كما في مختصر الفتاوى المصرية ص 177:واتفق سلف الامة وائمتها على ان من المخلوقات ما لا يُعدم وهو الجنة والنار والعرش وغير ذلك. وسئل رحمه الله عن حديث انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء لنار وسكانها واللوح والقلم والكرسي والعرش) فهل هذا الحديث صحيح أم لا؟.
فأجاب رحمه الله تعالى: هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض العلماء وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات مالا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك. ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع سلف الأمة وأئمتها. مجموع الفتاوى الجزء 18 ص 307
فهل يقال بعد هذا ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله خالف اتفاق السلف والائمة وقال بفناء النار؟ فاتهامه رحمه الله بالقول بفناء النار من اعظم الكذب والبهتان والافتراء عليه رحمه الله ويقال لهم ايضا اين قال شيخ الاسلام بفناء النار؟ فهل لكم من علم فتخرجونه لنا ام انكم لا تحسنون الا الكذب والافتراء على الناس كما علمكم ائمتكم الاولون وايضا يقال للزنديق حسن السقاف الكذاب الاشر فلماذا تنتقم من شيخ الاسلام وتدندن عن هذه المسالة مع انه رحمه الله قال بخلاف ما ينسب اليه ولكن وان سلمنا لك جدلا انه قال بفناء النار فهل قلت في اجدادك واسيادك الجهم وابي الهذيل وغيرهما من ائمة الجهمية والمعتزلة ما قلته في شيخ الاسلام مع ان ابا الهذيل والجهم لم يقولا بفناء النار فقط بل قالا بفناء الجنة والنار وهذا قد صح عنهما كما نقل ائمة الاسلام وذكر هذا ايضا غير واحد من ائمة الاشاعرة عن هذين الامامين الضالين فلماذا لا تكفرهما يا السقاف كما كفرت ابن تيمية رحمه الله وعددت هذا من ضلالات ابن تيمية فهل عددت هذا من ضلالات ابي الهذيل والجهم؟ ام انها الهوى يا السقاف
وايضا مما يبين اكثر ان ابن تيمية لم يقل بفناء النار هو انه جاء في مراتب الاجماع لابن حزم رحمه الله انه قال:باب من الإجماع في الاعتقادات يكفر من خالقه بإجماع. ثم ذكر عدة مسائل ثم قال: وأن النار حق وأنها دار عذاب أبدا لا تفنى ولا يغنى أهلها أبدا بلا نهاية. ولم يتعقبه شيخ الاسلام على نقله لهذا الاجماع بل ولتكفيره لمن خالف مثل هذا الاجماع ايقال ان ابن تيمية تعقب ابن حزم في مسائل فرعية عملية نقل فيها الاجماع وترك التعقيب عليه في هذه النقطة وهي من المسائل الاعتقادية التي يكفر من خالفها؟ وهذا مما يزيد الامر وضوحا وهو ان شيخ الاسلام لا يقول بفناء النار وليست عقيدته رحمه الله فلو كان هذا مما يعتقده لدافع ورد على ابن حزم فسكوته رحمه دليل على انه رحمه الله يرى نفس ما راه ابن حزم في هذه المسالة وكما قيل السكوت علامة الرضى. وبالله التوفيق
واما بالنسبة الامام ابن القيم رحمه الله وانه يقول بفناء النار فاليك ايها المنصف كلام ابن القيم في كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب وهو من اواخر ما الف رحمه الله:ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبث وخبيث لا طيب فيه واخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة: دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان. ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي لا تفنى وهي دار العصاة، فانه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين احد فإنهم اذا عذبوا بقدر جزائهم اخرجوا من النار فادخلوا الجنة ولا يبقى الا دار الطيب المحض ودار الخبث المحض. انتهى كلامه رحمه الله وهذا في الوابل الصيب صفحة 20
واقول: لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
فالى متى يبقى هؤلاء الكذبة وائمة البدعة والهوى يفترون الكذب على ائمة اهل السنة؟
فكلام ابن القيم رحمه الله واضح جلي على ان النار التي تفنى هي نار العصاة وليست نار الكافرين وعلى هذا القول يحمل بعض الاثار التي جائت في هذا الباب عن السلف وان كان لا يصح منها شيء كما قال الشيخ الالباني رحمه الله في تعليقه على الطحاوية: لم يثبت القول بفناء النار عن احد من السلف وانما هي اثار واهية لا تقوم بها حجة وبعض احاديثه موضوعة، لو صحت لم تدل على الفناء المزعوم وانما على بقاء النار وخروج الموحدين منها. انتهى كلامه.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الامين وعلى اله وصحبه اجمعين
كتبه اخوكم الفقير الى ربه: ابو قتادة السلفي عفا الله عنه وعن والديه
¥