[هل يوجد فرق عملي بين قول أهل السنة وقول الجبرية في باب القدر؟]
ـ[أبو حسانة]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 02:04]ـ
في الحقيقة إنني أحاول تلمس فرق حقيقي وعملي بين القولين لكن أُراني عاجزاً.
فإن القولين يعودان في الحقيقة إلى قول واحد، وهو أن مشيئة الله سبحانه (القدرية الكونية) هي التي تنفذ وتتم سواء شاء العبد أم أبى، فلا أدرى أي معنى لقول أهل العلم: إن لله تعالى مشيئة وللإنسان مشيئة تحت مشيئة الله!
ولكن مشيئة هذا الإنسان لا يوجد لها أي أثر حقيقي!
لأنها ستعود إلى مشيئة الله (القدرية الكونية)، وستكون مشيئة الإنسان مُلغاة كأنها لم تكن!
بانتظار إجابة علمية من الاخوة سلمهم الله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 04:35]ـ
معاذ الله من هذا الكلام المُقف لشعور الموحدين
وأنصحك بعدم إشغال ذهنك في هذا الأمر
فإن العقول عاجزة عن إدراك سر القدر
لكن اعلم أن الله كما أنه قدر الأشياء فهو هو سبحانه من نص على كونه "لا يظلم مثقال ذرة "
بل "وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما"
وكون الله مقدرا للأشياء مع كونه عدلا مطلقا ..
يكفي في إثباته قانون النفي
إذ لولم يكن الله قدر المقادير .. لكان ذلك مطعنا في علمه سبحانه
وحينئذ يكون من جراء ذلك عدم انتظام الكون بل فساده واختلاطه وتصرمه منذ أمد بعيد
فلزم أن يكون الله مقدرا .. لكل شيء
فإن قيل كيف نجمع ذلك مع كونه عدلا
قلنا هذه الحلْقة المفقودة هي سر الله تعالى
وهو على كل شيء قدير ..
وحين سئل رسول الله عن نحو سؤالك لم يزد أن قال: اعملوا .. الحديث
وحيث إنك تستشعر في نفسك القدرة على العمل ولا مانع يحول دونك
فهذا هو الفرق العملي
لأن الجبرية أخلدوا حين نصوا على قاعدتهم الجهنمية
أما الصحابة فكانت أحاديث القدر أعظم الدوافع على مسارعتهم في الخيرات
والجهاد في سبيل الله تعالى والتبذل العظيم في كل مناحي الحياة
وبذلك استحقوا الريادة والسيادة
والله المستعان
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 04:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الجبرية هنا يراد بها من لم يجعل لفعل العبد بل لجميع الأسباب أثراً أصلاً، بل الأثر يتبعها بحكم العادة، سواءً كان للعبد فعلاً يختص به هو كسب كما تقوله الأشاعرة، أو لم يكن كذلك كما يُنسب إلى الجهمية.
أما أهل السنة فيقولون أن الله جل وعلا جعل لفعل العبد أثراً مترتب على فعله حقيقة، لم يحدث بعده بحكم العادة كما تقوله الأشاعرة.
أما علاقة فعل العبد بفعل الله جل وعلا فسره الذي لا يعلمه أحدٌ سواه، نعلم أن الله خلق أفعالنا ونعلم أننا غير مجبرين على أفعالنا. أما كيف يخلقها ولا يجبرنا عليها. فالله أعلم بذلك.
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 12:19]ـ
يا أخوة هذه من المسأل التي من أنشغل فيها ضل عن سواء السبيل فلا يجعل اللإنسان للشيطان عليه سبيل، فباب القدر معلوم عند أهل السنة فلا يسألك الله هل علمت محواه وهل علمت تأصيله، ولكن يسألك هل تأمن به أم لا، وأخونا الفاضل صاحب الطرح نصحي له أن يرجع لكتاب القدر وما سطره أهل العلم فلا يجعل أقواله في هذا الباب بهذا الشكل لأنها لتبس على من هو قليل البضاعة ومن في قلبه هواء فتقي الله ولا تكن فاتح باب ضلالة جزاك الله خير.
وعلم بأن القدر نوعين كوني وشرعي أما الكوني فهو ما قدره الله ولا يتغير كولادة الكافر كافر والمسلم مسلم، وأما الشرعي فهي كتحريمه الخمر ويعلم الرجل المسلم بهذا فتعدى حدود الله بعد محاربةٍ بينه وبين نفسه إن كان في نفسه خير، فهذا هو تبسيط المسألة جزيت خير والله اعلم.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[14 - Jan-2009, مساء 11:00]ـ
عند التأمل والإنصاف لا فرق بين قول أهل السنة والجبرية في هذا الباب , وهو مقتضى القسمة العقلية الحاصرة.
تحياتي.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:24]ـ
أفلاطون .. لا تخبّص
فليس من فرق عندك نعم ..
ومن الفروق أن العبد عندهم لا يفعل على الحقيقة .. بل الله هو الفاعل ..
وأن العبد لا اختيار له ألبتة .. وهذا خلاف قول الله وقول أهل السنة ..
لكن الله هو الخالق لفعله ..
وكذلك الفرق في اللوازم ..
فقولهم مقتض للقول بظلم الله للعباد
وقول أهل السنة لايلزم منه ذلك ..
ـ[أفلااطون]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:27]ـ
أفلاطون .. لا تخبّص
فليس من فرق عندك نعم ....
إذا استطعت أن تحدد بدقة ما نتحدث فيه فتعال كي نتكلم.
تحياتي.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 03:09]ـ
القول ما قال أبو القاسم ... فالفرق العملي بين أهل السنة و بين الجبرية و حتى بين القدرية هو ان الأولين مقرون بجهلهم في هذا الموطن و الآخرين لا يقرون ... فان أقررت انت أيضا بجهلك تبين لك الفرق و اندفعت للعمل و ان لم تقر لم يتبين لك و حسبت القولين واحدا ... هذه هي النكتة -ببساطة -التي أشار اليها ابو القاسم جزاه الله خيرا
¥