تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[جمع الهمة لإثبات أن إرسال اليدين بعد الرفع من الركوع هو السنة]

ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 11:31]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين، و على من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين و بعد:

فإن الصلاة أفضل أركان الإسلام بعد الإيمان الصلاة،وهي صلة بين العبد وبين ربه،وقد أمر الله بإقامتها فقال سبحانه: ?وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ? [1]،وليس المقصود بإقامة الصلاة أداء الصلاة و الإتيان بهيئاتها فقط بل أداء الصلاة مع إحسانها بأداء الصلاة بأركانها وشروطها وسننها وهيئاتها،والمداومة عليها يقال: قام الشيء إذا دام وثبت،وقام الحق أي ظهر وثبت [2]،ولا يمكن أن نقيم الصلاة حق الإقامة إلا بتأدية الصلاة حسب ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم فهو المبين للدين،وقد قال صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي» [3]،فنحن مأمورون بالصلاة كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم فمن قال السنة في الصلاة كذا طالبناه بثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم فالعبادة توقيفية لا مجال للرأي فيها،وفي عصرنا اختلف العلماء في وضع اليدين بعد الرفع من الركوع بين قائل بالإرسال،وقائل بالوضع،والمطالب بالدليل في هذه الحالة هو القائل بالوضع فهو يثبت هيئة خاصة فعلها صلى الله عليه وسلم أما القائل بالإرسال فلم يثبت هيئة خاصة،ولذلك هو مستند إلى أن الأصل في العبادة المنع ما لم يأت دليل،وما دام لم يأت دليل بالوضع فالأصل الإرسال كحالة الإنسان قبل الدخول في الصلاة كذلك إذا دخل في الصلاة،ومن يقرأ صفة صلاة النبي في كتب الفقه للعلماء السابقين يجد كثير منها لاتذكر الوضع بعد الرفع من الركوع أصلا،وبعض الكتب إذا ذكرت الوضع بعد الرفع من الركوع تجد قولها بالجواز لا السنية أو من الكتب من ينص على الإرسال بعد الرفع من الركوع لا الوضع،و من يقرأ الأحاديث التي بينت صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لا يجد حديث صريح في ذلك،وإنما يجد أحاديث عامة في وضع اليمنى على اليسرى في قيام الصلاة،وكيف تؤخذ هيئة في الصلاة بدليل عام،والعبادة توقيفية تحتاج لنص صحيح صريح؟!!! والرفع من الركوع لا يسمى قياما بإطلاق بل يقيد بالركوع،ولا يوجد دليل ينص على أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما اعتدل من الركوع وضع اليمنى على اليسرى و من العلماء السابقين من ذكر إرسال اليدين بعد الرفع من الركوع في سنن الصلاة الفعلية،وهذا القول هو الذي تشهد له النصوص بالرجحان ولذلك عزمت على أن أبينه في بحث أسميته: ((جمع الهمة لإثبات أن إرسال اليدين بعد الرفع من الركوع هو السنة))، وكان البحث مكونا من مقدمة و ستة فصول وخاتمة فما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطأ أو نسيان فالله ورسوله منه براء وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه والصلام عليكم و رحمة الله.

[1]- البقرة آية 43

[2]- الصحاح في اللغة للجوهري ومختار الصحاح لزين الدين الرازي والقاموس المحيط للفيروز آبادي ولسان العرب لابن منظور مادة قوم

[3]- رواه البخاري في صحيحه 1/ 226 رقم 605 كتاب الصلاة باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة والإقامة وكذلك بعرفة وجمع وقول المؤذن الصلاة في الرحال في الليلة الباردة أو المطيرة (الناشر: دار ابن كثير، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة، 1407هـ - 1987 م)

ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 11:35]ـ

فصل 1:

الأصل في العبادة الحظر والمنع:

الله خلق الإنس والجن ليعبدوه فقال سبحانه: ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ? [4] فأرسل الله الرسل حتى يعرفوا الناس ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال والاعتقادات والسلوك ليمتثلوها،ويعرفون ما يبغضه الله ويكره من الأقوال والأفعال والاعتقادات والسلوك ليجتنبوها، و عقول الناس قد تدرك حسن معظم أفعالهم الحسنة وقبح معظم أفعالهم القبيحة لما تترتب عليها الأفعال من المصالح والمفاسد،وبناء على ما في الأفعال من صفات،ولكن لا يلزم من كون الفعل حسنا عند الناس أن يأمر الشرع به،ولا يلزم من كون الفعل قبيحا أن ينهي الشرع عنه فالعقول مهما كانت قاصرة عن معرفة كون الفعل الحسن عقلا حسنا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير