تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أثر معرفة مفهوم الركن والشرط في العقيدة ردا على من قال بكلام المرجئة]

ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:39]ـ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.

أما بعد:

فهذا غيض من فيض في أثر معرفة مفهوم الركن والشرط في العقيدة فمن يعرف مفهوم الركن ومفهوم الشرط يدرك خطأ من يقول إن العمل شرط كمال فى الإيمان أو شرط صحة فى الإيمان أو أن الأعمال ليست داخلة فى مسمى الإيمان، وعلينا أن نتصور حقيقة الإيمان فمن تصور حقيقة أي شيء على ما هو عليه في الخارج، وعرف ماهيته بأوصافها الخاصة عرف ضرورة ما يناقضه ويضاده،وقد عرف أهل السنة الإيمان بأنه قول وعمل: قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح [1]، وقد حكى غير واحد منهم الإجماع على ذلك كابن عبد البرفي التمهيد، ولقد تلقى أهل السنة هذا التعريف بالقبول والتسليم، اتباعاً للنصوص القرآنية، والأحاديث النبوية الصحيحة الدالة على أن الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح،وتنوعت عبارات السلف الصالح في تعريف الإيمان، فتارة يقولون: هو قول وعمل، وتارة يقولون: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية، وتارة يقولون: قول وعمل ونية واتباع السنة فإذا قالوا الإيمان قول وعمل فإنه يدخل في القول قول القلب واللسان جميعاً، وهذا هو المفهوم من لفظ القول والعمل، ونحو ذلك إذا أطلق فإن القول المطلق، والعمل المطلق في كلام السلف يتناول قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، فقول باللسان بدون اعتقاد القلب هو قول المنافقين، وهذا لا يسمى قولاً إلا بالتقييد " كقوله تعالى ?يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّالَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ? [2] وكذلك عمل الجوارح بدون أعمال القلوب، هي من أعمال المنافقين، التي لا يتقبلها الله، فقول السلف يتضمن القول والعمل الباطن والظاهر. ومن أراد الاعتقاد رأى أن لفظ القول لا يفهم منه إلا القول الظاهر، أو خاف ذلك، فزاد الاعتقاد بالقلب، ومن قال: قول وعمل ونية، قال: القول يتناول الاعتقاد وقول اللسان، وأما العمل فقد لا يفهم منه النية فزاد ذلك، ومن زاد اتباع السنة فلأن ذلك كله لا يكون محبوباً لله إلا باتباع السنة، وأولئك لم يريدوا كل قول وعمل، إنما أرادوا ما كان مشروعاً من الأقوال والأعمال، ولكن كان مقصودهم الرد على " المرجئة " الذين جعلوه قولاً فقط. فقالوا: بل هو قول وعمل، والذين جعلوه " أربعة أقسام " فسروا مرادهم، كما سئل سهل بن عبد الله التستري عن الإيمان ما هو؟ فقال: قول وعمل ونية وسنة؛ لأن الإيمان إذا كان قولاً بلا عمل فهو كفر، وإذا كان قولاً وعملاً بلا نية فهو نفاق وإذا كان قولاً وعملاً ونية بلا سنة فهو بدعة. و النزاع في تعريف الإيمان بين أهل السنة وأهل البدع من المعتزلة والخوارج والمرجئة والكرامية سببه دعوى أن الإيمان حقيقة واحدة، لا تتبعض ولا تتجزأ، فمتى ذهب بعضه ذهب كله، فلم يبق منه شيء،وإذا ثبت بعضه ثبت جميعه، فلم يقولوا بذهاب بعضه، وبقاء بعضه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من الإيمان) [3]. وبناء على هذا الأصل الفاسد الذي أصلوه، قال هؤلاء: بأنه لا يجتمع في العبد إيمان وكفر؛ لإن الإيمان شيء واحد لا يتبعض، فكذا الكفر ... ونسى هؤلاء أن الإيمان له عدة شعب،وكل شعبة منها تسمى إيماناً أى علامة على الإيمان أو من صفات المؤمنين فالأعمال الظاهرة كالصلاة مثلاً من الإيمان،وكذلك الزكاة والحج والصيام،والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية من الله، والإنابة إليه من الإيمان، وكذلك إماطة الأذى عن الطريق فإنه شعبة من شعب الإيمان، وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعة الشهادة، ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق، وكذلك الكفر له عدة شعب،وكل شعبة منها تسمى كفراً أى علامة على الكفر أو من صفات الكفارفكما أن شعب الإيمان إيمان فشعب الكفر كفر، والحياء شعبة من الإيمان وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر، والصدق شعبة من شعب الإيمان، والكذب شعبة من شعب الكفر، والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان، وتركها من شعب الكفر والحكم بما أنزل الله من شعب الإيمان، والحكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير