للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- فالقلب السليم: هو السالم من الآفات والمكروهات كلِّها، وهو القلبُ الذي ليس فيه سوى محبة الله وما يحبُّه الله، وخشية الله، وخشية ما يُباعد منه.

- وفي مسند الإمام أحمد عن أنس، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: (لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتى يستقيمَ قلبُه).

- والمراد باستقامة إيمانه: استقامةُ أعمال جوارحه، فإنَّ أعمالَ الجوارحِ لا تستقيمُ إلا باستقامة القلب، ومعنى استقامة القلب: أنْ يكونَ ممتلئاً مِنْ محبَّةِ الله، ومحبَّة طاعته، وكراهة معصيته.

الدرس الرابع عشر:

بعض ما يريد الله منّا؟

قال الله تعالى: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً).

- قال سيد قطب: وتكشف الآية الواحدة القصيرة عن حقيقة ما يريده الله للناس بمنهجه وطريقته.

- وحقيقة ما يريده بهم الذين يتبعون الشهوات، ويحيدون عن منهج الله.

- وكل من يحيد عن منهج الله إنما يتبع الشهوات.

- فليس هنالك إلا منهج واحد هو الجد والاستقامة والالتزام.

- وكل ما عداه إن هو إلا هوى يتبع، وشهوة تطاع، وانحراف وفسوق وضلال.

- فماذا يريد الله بالناس، حين يبين لهم منهجه، ويشرع لهم سنته؟

- إنه يريد أن يتوب عليهم. يريد أن يهديهم. يريد أن يجنبهم المزالق. يريد أن يعينهم على التسامي في المرتقى الصاعد إلى القمة السامقة.

- وماذا يريد الذين يتبعون الشهوات؟، ويزينون للناس منابع ومذاهب لم يأذن بها الله؟، ولم يشرعها لعباده؟.

- إنهم يريدن لهم أن يميلوا ميلاً عظيماً عن المنهج الراشد، والمرتقى الصاعد والطريق المستقيم.

- قال الحسن البصري لرجل: داوِ قلبكَ؛ فإنَّ حاجة الله إلى العباد صلاحُ قلوبهم.

<<  <   >  >>