تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تحميل كتاب: التفكير مع هابرماز ضد هابرماز لكارل آتو آبل، مترجم إلى اللغة العربية.]

ـ[محمد بكاي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 01:29]ـ

ينتمي الفيلسوف الألماني المعاصر ، زميل الفيلسوف المعروف في مدرسة فرانكفوت، إلى اتجاه فلسفي يعرف بالتداولية البراغماتية. ويوجه في كتابه (ترجمة عمر مهيبل، بيروت، 2005)، نقداً صارماً لهابرماز ولنظريته التواصلية، إذ يستقي عنوان كتابه من مقال كتبه هابرماز في بداية خمسينيات القرن العشرين المنصرم بعنوان ، ووجه فيه نقداً لاذعاً لفيلسوف ألمانيا المعروف بلقب فيلسوف الكينونة . وكان نقد هابرماز لهيدغر قد تمحور حول كونه فيلسوفاً أنطولوجياً، وصاحب إشعاع سياسي كان له تأثيره الهام على الشباب الألماني في فترة حرجة من تاريخ ألمانيا المعاصر، وهي مرحلة صعود النازية في ثلاثينيات القرن العشرين المنصرم. ويعتقد هابرماز أن هيدغر يتحمل مسؤولية أخلاقية لما حدث لليهود في تلك الفترة من الزمن، من جهة أنه كان عنوان الأنتلجنسيا الألمانية في تلك الفترة، وممارسته عقيدة الصمت حيال ما جرى في ذلك الوقت. وينهي هابرماز مقالته بالقول: . لكن هيدغر كما اتضح، في ما بعد، كان قد بيّن موقفه من الاتهامات التي سيقت ضده، من خلال الحوار الذي أجرته معه مجلة عام 1966، والذي اشترط عليها عدم نشره إلا بعد وفاته، وقد احترمت المجلة المذكورة رغبة هيدغر، ونشرته بعد وفاته عام 1976. ولا يبتعد آبل كثيراً عن هابرماز، إذ تضيق المسافة التأسيسية بينهما، من جهة انتماء كلّ منهما إلى أفق التداولية: البراغماتية والشاملة، لذلك فإن كتابه ، ليس أكثر من حوار داخلي يحاول جمع شتات المختلف حوله، وترتيب المتفق عليه بينهما، كما يشير إلى ذلك بنباهة مترجم الكتاب. المنهل الفرنكفورني وبالفعل فإن كلا الفيلسوفين ينهل من التغيير التداولي الألسني التأويلي الذي حدث في العصر الحديث. وبالتالي يطاول التساؤل إمكانية قيام مناقشة فلسفية تنهض على نفس موارد التفاهم الموجودة في العالم المعيش، فهابرماز يعدّ الوريث الفلسفي للنظرية النقدية الحديثة، ولم يتمكن من تجاوز السقف التأسيسي الذي دشنته مدرسة فرانكفورت الفلسفية، واعتبرت فيه الغرب نتاجاً متكاملاً، على المستوى الفلسفي والاجتماعي التاريخي، وعلى مستوى القيم والسلوك. وقد تحول هذا النتاج إلى إيديولوجيا أنتجت أنظمة فاشية وشمولية، الأمر الذي أحدث قطيعة مع الأنوار الأوروبية. وراح هابرماز ينهل، في فلسفته، من التراث النقدي لفلاسفة فرانكفورت، ولم يتوقف من خلال ممارسته الفلسفية عن السعي إلى توصيل أفكاره الفلسفية والاجتماعية النقدية إلى مختلف المهتمين في العالم، إدراكاً منه أن الفكر النقدي لا يقصر على إقليم بعينه أو شعب، بل يخص جميع أبناء العالم. لكن هابرماز لم يتمكن، ولا ناقده آبل كذلك، من تأسيس نظرية أخلاقية سلوكية تكون عنوان علاقته مع الآخر، بل لجأ الأخير إلى المزاوجة بين التنظير الفلسفي في حالته الكانطية ومن النظرية النقدية، وبين التداولية البراغماتية بميراثها الحسي الأميركي المستند إلى تحديدات و وميراثها اللغوي الألسني كما دشنه . ويجري آبل ما يشبه جردة حساب مع مفهوم المحاجة، معتبراً أن المناقشة الحجاجية ليست مجرد لعبة تنهض على اللغة، بل عماد النشاط التواصلي، بوصفه ماهية أساسية ذاتية وبينذاتية في ذات الوقت، وتنطبق على وجه الحصر على أنواع النشاط التي حددها هابرماز. وهذا الأمر يتعلق أساساً بفكر هابرماز، وبما يهدد انسجامه وحقيقة وجوده. ويأخذ على هابرماز إهماله لإعادة البناء، مع أن هذا الإهمال لن يمنعه من تمثل عام لآفاق فهم مسبق تنتظر إعادة بنائها، حيث تكمن فيها الموارد النوعية للعالم المعيش الذي لا يمكن لأي تفاهم متبادل أن يتم من دونه، وذلك وفقاً للمفهمة التي أسبغها هابرماز على هذه الآفاق في نظرية الفعل التواصلي. وهذا الأمر يتعلق بحسب هيدغر وغادامير ببنية مسبقة لحدث الكينونة في العالم التي تضم البنية السابقة لكل تفاهم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير