تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تحميل كتاب أزمنة الحداثة الفائقة لعلي حرب لأول مرة]

ـ[محمد بكاي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 06:59]ـ

كتاب أزمنة الحداثة الفائقة:

يدور الكتاب حول سؤال يشغل المؤلف: كيف نفكر ونعمل عربا وبشرا في أزمنة الحداثة الجديدة وتحولاتها المتسارعة؟ وكيف نتوجه وبأي شكل نتغير للخروج من النفق الذي تقودنا إليه دعواتنا المستحيلة ومشاريعنا المدمرة وإستراتيجياتنا القاتلة؟

مقدمات التغيير وأزماته

تسيطر على المشهد العالمي حالة من التردد والتخبط بل التورط والتواطؤ، هذه حال الأكثرين، خاصة أصحاب العقول الإستراتيجية، ممن ينتدبون أنفسهم لقيادة العالم والسيطرة عليه، وهذه هي الحال بنوع أخص، لدى أصحاب المشاريع الأصولية، ممن يدعون امتلاك الحلول لإنقاذ البشر وإصلاح الأمم.

وإذا كانت الحال على هذا النحو من التأزم والتوتر على المسرح الكوني، فالوضع في العالم العربي هو الأكثر اضطرابا وتأزما، وربما يتجاوز ذلك نحو التردي والانحدار.

وما يحدث ليس قدرا قاهرا لا فكاك منه، فمن يفكر بحرية واستقلالية، ويحسن الاشتغال على معطيات وجوده، فهما وعقلنة أو عملا وبرمجة يملك القدرة على الزحزحة والإحالة أو على الصرف والتحويل، أيا كانت الظروف والأقدار.

وهذا هو التحدي فيما يتغير نظام العالم ومجرى الأشياء: تغير طريقة التعامل وإستراتيجية التدخل، بالكف عن لغة الاتهام والاستعداء وكسر منطق الانعزال والانكفاء للتعاطي مع الأفكار والهويات بلغة المبادرة والاجتراع، أو بمنطق الخلق والتحول، بحيث نثبت جدارتنا بالانتماء إلى زمننا والاندراج في حاضرنا، لكي نساهم في تغيير الألم وإدارة قضاياه، بابتكار صيغ جديدة لحياتنا وروابطنا داخل كل بلد عربي، وتشكل قواعد جديدة للعمل العربي المشترك، فضلا عن الانخراط في المناقشات العالمية، للمساهمة البناءة في بلورة قيم جديدة للشراكة البشرية التي أصبحت كوكبية ما دامت المخاطر التي تتهدد البشر تتهدد أيضا الحياة والبيئة والأرض.

اليوم تبدو قضية الإصلاح الشغل الشاغل في العالم العربي، خاصة بعد إثارتها من جانب الولايات المتحدة الأميركية، وكلها في النهاية عناوين يستدعي بعضها البعض، بقدر ما تتفاعل الأحداث أو تتغير الموازين، أو تتبدل الأدوار والتحالفات، أو تتصادم المواقف وتتصارع الإستراتيجيات، حول المصالح والمواقع أو حول الأفكار والمقاصد.

ثمة سبب آخر يتعلق بالسياق العالمي، ومفاده ما تخضع له المجتمعات المعاصرة في أوضاعها الراهنة، وفي الغرب بالذات، من انهيارات وتحولات تضع على محك النقد والمراجعة كل العناوين والقيم الحديثة التي شكلت أطر النظر ومحركات العمل، لدى حملة المشاريع وأصحاب الدعوات، كالعلمانية والعقلانية والاستنارة والتقدم والنزعة الإنسانية.

هنا أيضا يخشى أن تكون الشعارات قد فقدت جاذبيتها على يد حملتها الذين فقدوا المصداقية والمشروعية في ضوء ما لاقته المشاريع من المصائر البائسة على أرض الواقع المعيش.

ثمة من يرفض الإصلاح لأن أميركا تطالب به، أو لأنه يعتبر أن الإصلاح لا يتحقق أصلا من الخارج، وفي المقابل ثمة من يرى أن في الإصلاح المطلب المرجأ الذي لا قيامة للعرب من دونه وفي أي حال، فإن القضية فرضت نفسها في سوق التداول ولم يعد يجدي تجاهلها، وهذا هو الرهان: أن نتغير لنسهم في تغيير سوانا، أو في تحويل واقعنا، بقدر ما ننجح في تغذية العناوين المطروحة وتحويل المفاهيم السائدة في ضوء التحديات والمستجدات. [/ URL]

الإصلاح ورهاناته

لعل ما يفسر إخفاق مشاريع التغيير هو ادعاء حملتها أنهم هم الذين يقودون ويغيرون بقدر ما يفكرون عن سواهم، الأجدى هو كسر منطق الوصاية، فمحاولات التغيير، والإصلاح السياسي، أو التنمية الاقتصادية، تتطلب النظر إلى الناس بوصفهم شركاء أو وسطاء بقدر ما هم منتجون أو فاعلون، فإن أكثر من ينتهك المعنى والمثال هم الدعاة، بتشبيحاتهم المعرفية والخلقية، وبالعكس، فالعناوين والقضايا يمكن أن تتغذى من حيث لا نحتسب، أي من الهوامش المستبعدة أو العولمة السلفية، أو المناطق المجهولة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير