تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حمل: الأسس الفلسفية لنقد مابعد البنيوية]

ـ[أبو ساجدة]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 01:04]ـ

السلام عليكم

هذا رابط لكتاب "الأسس الفلسفية لنقد مابعد البنيوية"-ل: محمد سالم سعد الله-صدر 2007 عن دار الحوار-سوريا

ويهدف هذا البحث إلى إبراز المكانة التي تشغلها الفلسفة في ميادين النقد المنهجيّ المعاصر، وتتحدد غايته في بيان الأسس الفلسفية التي نهضت عليها المناهج النقدية المعاصرة، متخذاً من نقد ما بعد البنيوية نموذجاً لذلك، فضلاً عن بيان إهتزاز الطروحات النقدية الغربية المعاصرة، وعدم إستقرارها، وذلك لحركية الغايات والأهداف الإستلابية للمنهج التفكيكيّ. ويثير هذا البحث إشكاليات عدة إنطلاقاً من طبيعة موضوعه الشائك والمتسع والمتداخل مع ميادين معرفية وثقافية وسياسية متنوعة، فهو يدخل في إطار فلسفة النقد الذي يتواشج مع ميدان النقد الأدبي، بوصف الأول ميداناً لصياغة النظريات، ويوصف الثاني حقلاً لإنتاج الأفكار وإبداعها، بمعنى آخر: كون الفلسفة علماً، والنقد إيداعاً، فكلّ فيلسوف ومفكر هو بالضرورة أديبٌ، وليس العكس، فلا يمكن تصور ثمة ظاهرة أدبية بلا ظاهرة نقدية، ولا يمكن تصور ظاهرة نقدية بلا أرضية فلسفية صُلبة.

وتتضح أهميته من خلال بيانه لتوجهات النقد المعاصر القاضية بعزل الأدب عن الإهتمامات الجديّة للإنسان، وفصل الأدب عن التاريخ، وإتباع التحليل النصيّ الذي يقود إلى إستنتاجات مُقوْضة لذاتها، ونافية للقيم الإنسانية، ومبتعدة عن الدلالة النهائية التي يتضح معها المعنى الكليّ، مُتبنيَّة أسلوب التلاعب بالألفاظ، وغرابة التأويلات، وإساءة الإستقبال، والجنوح نحو تغييب المدلول، فضلاً عن بيان آلية إشتغال نقد ما بعد البنيوية بوصفه ممارسة فلسفية، وإتجاهاً معادياً للإنسانية، لأنّه عمد إلى إستبدال هذه الأخيرة بسلطة النص، وسلطة المعنى المتعدد.

ويدخل مشروع هذا الكتاب في صميم النقد العربيّ الحديث وطروحاته الإجرائية والتحليلية، ومقارباته الجمالية، لأنّه - أي هذا المشروع - يقدم صورةً واضحة عن طبيعة إشتغال النقد الغربيّ ومناهجه الحديثة، التي تكون مدعاة لبيان مسيرة النقد العربيّ المعاصر إنطلاقاً من بناء هذا الأخير - بشكلّ عام - على معطيات الأول وطروحاته، ومقاربته للنصوص، وتعبيراً عن الدخول في صيغِ فلسفة المواكبة القائمة على إرادة نقدية تحاور الآخر، وتعمل على خلق فاعليتها، وترسم - من ثمّ - هويتها المنشودة، وبالرغم من ذلك أصبح النقد العربيّ المعاصر مدعوّاً إلى تذويب هويته في ظلّ هذه المناهج، والدخول في متاهات الفكر العالميّ الذي يُخفِي أكثر مما يُظهِر، ويتحيز أكثر مما يُقدِمِ، ويُؤثِر أكثر مما يتأثر، والأطروحة في هذا الإطار هي دعوةُ إلى المحافظة على خصوصية النقد العربيّ، وهويته من الوافد الدخيل، فضلاً عن الإشارة إلى أنّ هذا المشروع يبيّن غياب المنهجية العربية في التعامل مع منهجضية ما بعد البنيوية، بسبب غياب الخصوصية العربية النقديّة في هذا الإطار.

وينطلق هذا البحث من مجمل العلاقات التي تربط بين الأدب والنقد من جهة، وبين النقد والفلسفة من جهة ثانية، وبين النقد وسائر العلوم الأخرى من جهة ثالثة، ويتأتى هذا من طبيعة اللغة العربية الشاملة، وحيويتها في إستيعاب الجهد المعرفي والثقافي المرتبط بعمليات النقد، والإبداع الأدبي، بوصف الأول تنظيراً، والثاني تطبيقاً.

ويدخل البحث هنا في إطار فلسفة النقد التي تبحث في الأسس المُشّكِلَة للطروحات النقدية التنظيريّة، وهذا يفسر إبتعاده عن الميدان التطبيقي للنصوص الإبداعية، لأنّ العمل النقدي في هذا الإطار قد تحدَدَ ببيان الأسس والركائز التي استندت عليها المناهج النقدية المعاصرة، متخذاً من ما بعد البنيوية نموذجاً لذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير