للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثالث: منكروا ابن سبأ والرد عليهم]

أولاً: موقف المستشرقين: أما المستشرقون فأنكروه، وقالوا: إنه شخصيةٌ وهميةٌ تخيلها محدثوا القرن الثاني، ومن هؤلاء المستشرقين الذين أنكروه اليهودي الإنكليزي الدكتور برنارد لويس ( LEWIS,B.) (١) ويوليوس فلهوزن ( WELLHAUSEN-J) (٢) اليهودي الألماني الذي بدأ دراسته باللاهوت. وفرييدلاندر ( FRIEDLAENDER) (٣) الأمريكي والأمير كايتاني ( CETANI) (٤) الإيطالي.

ومن المعلوم عند العقلاء المنصفين أن ديننا وعقيدتنا وتاريخنا وما يتعلق بتراثنا لا يمكن أن نعتمد فيه على تقولات ودراسات هؤلاء الحاقدين الذين ينضوون تحت راية الحروب الصليبية بمنهج وأسلوب فكري، لا أسلوب السيف والبارود، ولو كانوا أصحاب نوايا صادقة لشرح الله صدورهم بالإيمان لما اطلعوا على صفاء الإسلام ونقاء ثوبه، ولكنهم كرسوا جهودهم وأفْنَوا حياتهم في إلقاء الشُبهات والشكوك والضلال والريب بكل ما يتعلق بالقرآن والسنة والعقائد والنظم الإسلامية والتاريخ الإسلامي. ومعظم هؤلاء المستشرقين من القسس واليهود، وأعمالهم ومناهجهم تنظم ما بين الكنيسة ودوائر المخابرات ووزارات الخارجية إلا أفراداً هوايتهم العلمُ والبحثُ وهم قلةٌ قليلةٌ.

المصدر:ابن سبأ حقيقة لا خيال للدكتور سعد الهاشمي

ثانياً: أتباع المستشرقين: أما أتباع المستشرقين الذين خدعوا بهم وغرَّهم منهجهم العلميُّ المزعوم فيرددون ما يطرحون من أفكار ودراسات ويدندنون حول معتقداتهم لينالوا الزلفى منهم وعلى رأسهم الدكتور طه حسين (٥) الذي غُذّي حُجيرات مُخه بفكر المستشرقين حتى كان يقول: "إنني أفكرُ بالفرنسية وأكتبُ بالعربية" (٦).

ويكفيه خزياً أنه كان مطية لليهود. فدعاة الشيوعية في مصر في مطلع هذا العصر كانوا يهوداً وهم "هنري كوريل، وداؤول كوريل، وريمون أجيون" وكان هؤلاء وغيرهم يمولون الحركات الشيوعية بالمال وقيل بالجنس أيضاً. وقد تعاقدوا مع الدكتور طه حسين على إصدار مجلة الكتاب المصري، وكان الدكتور طه حسين قد أعلن تأييدهُ لمفهوم اليهودية التلمودية باكرا حين أنكر وجود إبراهيم وإسماعيل, وكذب القرآن والتوراة, ولم يكن يُعرف في هذا الوقت الباكر أن ذلك تمهيدٌ لتحقيق أهداف الصهيونية (٧) وغير ذلك من الأفكار والضلالات التي لم يجرؤ حتى المستشرقون بالإفصاح والإعلان عنها (٨).

أضواء على طه حسين:


(١) انظر: ((أصول الإسماعيليين والإسماعيلية))، تعريب خليل جلو وجاسم الرجب، (ص٨٦ - ٨٧).
(٢) انظر: ((الخوارج والشيعة)) ترجمة الدكتور عبد الرحمن بدوي.
(٣) انظر: ((عبد الله بن سبأ والشيعة)) نشره في المجلة الأشورية (١٩٠٩ - ١٩١٠).
(٤) انظر: ((أصول الإسماعيلية)) لبرنارد، ويرى بعض المستشرقين أن لابن سبأ حقيقة منهم: دينولد ألين نيكلسن ( eynlod Allen Nicholson) ( ت:١٩٤٥م) في كتابه ((تاريخ العرب الأدبي في الجاهلية وصدر الإسلام)) ترجمة د. صفاء خلوصي، (ص ٣٢٥). وإجناس كولد صِهَر ( Ignaz Goldzige ( ت:١٩٢١م) في كتابه ((العقيدة والشريعة في الإسلام))، (ص ٢٢٩) وراجع تفصيل آراءهم في رسالة ((عبد الله بن سبأ وأثره في إحداث الفتنة في صدر الإسلام)) للشيخ سليمان بن حمد العودة (ص ٦٢ - ٧٣).
(٥) انظر: ((علي وبنوه))، (ص٩٨ - ١٠٠) و ((الفتنة الكبرى)).
(٦) انظر: ((طه حسين)) للأستاذ/ أنور الجندي، (ص٤٣ - ٤٤).
(٧) انظر: ((المخططات التلمودية الصهيونية في غزو الفكر الإسلامي)) للأستاذ/ أنور الجندي، (ص٨٠) ط (٢/ ١٠٧٧م).
(٨) انظر: طه حسين للأستاذ أنور الجندي.

<<  <  ج: ص:  >  >>