للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثاني: مؤسس المختارية (المختار بن أبي عبيد الثقفي)]

هو المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي، ولد في الطائف في السنة الأولى للهجرة، ووالده صحابي استشهد في معركة الجسر حينما كان قائداً لجيش المسلمين في فتح العراق، وقام بكفالة المختار عمه سعيد بن مسعود الثقفي الذي كان والياً على الكوفة لعلي رضي الله عنه. وقد نشأ المختار على جانب من الذكاء والفطنة مراوغاً ماكراً غير صادق في تشيعه، وإنما كان يريد من ورائه تحقيق طموحه السياسي بأي وجه، وله مواقف تشهد بصحة هذا القول عنه ذكرها أهل التاريخ والفرق (١).

وقد لقب بكيسان لأسباب هي: منهم من يقول: إنه نسبة إلى الغدر (٢)، لأن كيسان في اللغة العربية اسم للغدر، وكان المختار كذلك. أنه أطلق عليه هذا اللقب باسم مدير شرطته المسمى بكيسان (٣) والملقب بأبي عمرة الذي أفرط في قتل كل من شارك ولو بالإشارة في قتل الحسين، فكان يهدم البيت على من فيه، حتى قيل في المثل: (دخل أبو عمرة بيته) كناية عن الفقر والخراب. أنه أطلق على المختار هذا اللقب باسم كيسان الذي هو مولى علي بن أبي طالب (٤).وذهب بعض الشيعة ومنهم النوبختي (٥) إلى أن هذا اللقب أطلقه عليه محمد بن الحنفية على سبيل المدح، أي لكيسه، ولما عرف عنه من مذهبه في آل البيت؛ لأن الكيسانية زعموا أن محمد بن الحنفية هو الذي كلف المختار بالثورة في العراق لأخذ الثأر للحسين، وهذا ليس بصحيح كما سيأتي. وقد كان للمختار أدوار مع ابن الزبير، وخاض معارك في العراق خرج منها ظافراً فأعجبته نفسه، وأخذ يسجع كسجع الكهان، ويلمح لأناس ويصرح لآخرين أنه يوحى إليه، فانفض عنه كثير من أصحابه، وقُتل في حربه مع مصعب بن الزبير سنة ٦٧هـ، وتفرق أتباعه (٦)، وصدق عليه الحديث الذي روته أسماء بنت أبي بكر وغيرها أنه كذاب ثقيف (٧).

المصدر:فرق معاصرة لغالب عواجي ١/ ٣٣١


(١) انظر ترجمته في البداية (٨/ ٢٨٩)، وانظر: ((الملل والنحل)) (١/ ١٤٧).
(٢) ((القاموس المحيط)) (٢/ ٢٧٥).
(٣) ((مقالات القمى)) (ص٢١)، ((فرق النوبختي)) (ص٤٥).
(٤) ((مقالات القمى)) (ص٢٢)، ((فرق النوبختي)) (ص٤٥).
(٥) ((فرق الشيعة)) (ص٤٨).
(٦) ((تاريخ الطبري)) (٦/ ٦٥).
(٧) ((سنن الترمذي)) (٤/ ٤٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>