للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكتاب الثاني: تفسير القمي]

منزلة الكتاب وصاحبه عند الشيعة:

ثاني هذه الكتب الثلاثة (تفسير القمي): لأبي الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي، وهو يشمل القرآن الكريم كله. وصاحب الكتاب كان في عصر الإمام العسكري، وعاش إلى سنة (٣٠٧) هـ، وهو ثقة عند الشيعة، يعتبر من أجل الرواة عندهم، وقد أكثر من النقل عنه تلميذه محمد بن يعقوب الكليني في كتابه (الكافي)، الكتاب الأول في الحديث عند الجعفرية الاثني عشرية. وقال آقابزرك الطهراني ـ صاحب (الذريعة) ـ عن الكتاب بأنه أثر نفيس وسفر خالد مأثور عن الإمامين أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق (١).وقال السيد طيب الموسوي الجزائري في مقدمته عنه (٢) بأنه " تحفة عصرية، ونخبة أثرية لأنها مشتملة على خصائص شتى قلما تجدها في غيرها، فمنها:

١ - أن هذا التفسير أصل أصوله للتفاسير الكثيرة.

٢ - أن رواياته مروية عن الصادقين عليهما السلام مع قلة الوسائط والإسناد، ولهذا قال في الذريعة: " إنه في الحقيقة تفسير الصادقين عليهما السلام ".

٣ - مؤلفه كان في زمن الإمام العسكري.

٤ - أبوه الذي روى هذه الأخبار لابنه كان صحابياً للإمام الرضا.

٥ - أن فيه علماً جماً من فضائل أهل البيت عليهم السلام التي سعى أعداؤهم لإخراجها من القرآن.٦ - أنه متكفل لبيان كثير من الآيات القرآنية التي لم يفهم مرادها تماماً إلا بمعونة إرشاد أهل البيت التالين للقرآن (٣).

وبادئ ذي بدء أحب أن أسجل الدهشة والعجب! فكيف يحتل الكتاب وصاحبه هذه المكانة عند إخواننا الجعفرية وهو من أوائل الغلاة الضالين الذين قادوا حركة القول بتحريف القرآن الكريم؟! ونقلنا هذا من قبل، ونقلنا كذلك ما ذكره الجزائري في مقدمته للكتاب من ذهاب القمي إلى القول بتحريف القرآن الكريم ودفاع الجزائري عنه وعن هذا التحريف (٤)!! والقمي في مقدمته لتفسيره يذكر هذا الذي يذهب إليه، ويضرب له أمثلة ببعض آيات يرى أنها محرفة (٥) والكتاب كله بعد ذلك مملوء بالضلال المضل من ذكر التحريف، والجدل لتخطئة بعض آيات الله تعالى، أو الزعم بفساد الترتيب والنظم (٦).

المصدر:مع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع لعلي السالوس - ص٤٨٩

مظاهر الغلو والضلال:

أثر عقيدة الإمامة في الكتاب يظهر فيما يأتي:

أولاً: القول بتحريف القرآن الكريم:


(١) انظر كلمته: (١ ص ٥ ـ ٦) من ((تفسير القمي))، وراجع ما ذكره عن ((تفسير القمي في الذريعة)) (٤/ ٣٠٢: ٣٠٩).
(٢) راجع (ص ١٥).
(٣) انظر (ص ٢٠).
(٤) انظر (ص ٢٣ ـ ٢٤) من المقدمة المذكورة.
(٥) راجع مقدمة تفسيره (ص ١٠ ـ ١١).
(٦) انظر مثلاً: (١/ ١١٠، ١١٨، ١٢٢، ١٢٥، ١٢٦، ٢٧٢). إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>