للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الحادي عشر: الوصية بالاعتدال في الحب، وبيان معنى التشيع الحق المطلوب لآل البيت يقول علي رضي الله عنه: "والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق" (١)؛ لما علم علي رضي الله عنه أن حبه من الإيمان وبغضه من النفاق. خشي رضي الله عنه على محبيه من الغلو في محبته فحذر من ذلك ونهى عنه وقال: "ليحبني قوم حتى يدخلوا النار في حبي، وليبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي" (٢). وقال: "يهلك في رجلان: مفرط في حبي، ومفرط في بغضي" (٣).وسار أئمة آل البيت على منهاجه في طلب الحب المعتدل، ورفض الحب الغالي، فقال علي زين العابدين رضي الله عنه: "يا أهل العراق حبونا حب الإسلام، فوالله إن زال بنا حبكم حتى صار شينا" (٤).وقال مشيرا بيده نحو الكوفة: "إن هؤلاء يشيرون إلينا بما ليس عندنا" (٥).


(١) رواه مسلم (٧٨)
(٢) كتاب ((السنة)) لعبد الله بن أحمد بن حنبل (٢/ ٥٧١) ((السنة)) لابن أبي عاصم (ص٤٦٢) وصحح الألباني إسناده، ((الشريعة)) (٥/ ٢٥٣٢).
(٣) رواه أحمد (١/ ١٦٠) (١٣٧٧) والحاكم (٣/ ١٣٢) (٤٦٢٢) وقال صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي بقوله الحكم بن عبدالملك وهاه ابن معين، والحديث قال الهيثمي في ((المجمع)) (٩/ ١٣٣) رواه عبدالله والبزار باختصار وأبو يعلى أنم منه وفي إسناد عبدالله وأبى يعلى الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف وفي إسناد البزار محمد بن كثير القرشي الكوفي وهو ضعيف، وتكلم عليه الألباني في ((الضعيفة)) (١٠/ ٥٥١)
(٤) انظر كتاب ((السنة)) للخلال (ص٥٠٠) ((السنة)) لابن أبي عاصم (ص٤٦٨) ((منهاج السنة النبوية)) (٤/ ٤٩).
(٥) انظر كتاب ((السنة)) لابن أبي عاصم (ص٤٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>