للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الثالث: دعوى الإمامية أن المذاهب الأربعة تجري وفق هوى السلطات: وممن أطلقوا هذه الدعوى العارية من الاثني عشرية: هاشم معروف الحسيني (١)، حيث قال: (وقد بَيَّنَ من هذا العرض الموجز لتاريخ المذاهب الأربعة: أن من أقوى الأسباب التي ساعدت على انتشارها، ومكّنتها من البقاء الطويل: أن السلطات الحاكمة في جميع الأدوار كانت السند المتين للمذاهب الأربعة منذ أن ظهرت هذه المذاهب حتى العصور المتأخرة) (٢).وهذا الاثنا عشري مرتضى العسكري (٣) الذي قال: (ثم أصبح ما تبنّاه الحكّام قانوناً يُعمل به ومثّل الإسلام الرسمي، وأهمل ما خالفه ونبذ المخالف ... وأخيراً ارتأت السلطات أن تَقْسِرَالأمة على الأخذ بفتاوى أحد أئمة المذاهب الأربعة في الفقه ... ولما كان الناس على دين ملوكهم رأوا الإسلام متمثلاً بحُكّامهم وما تَبَنَّوه من حكم وعقيدة وسنة منسوبة إلى النبي، وسمّوا من تابع الحكام بأهل السنة والجماعة) (٤).وعلى العموم فإن ما قاله هذان الاثنا عشريان المتعصبان ليس بغريب صدوره عن أي رأي شيعي آخر؛ فهم يعتبرون أئمتهم أئمة الثورة، ودينهم ديناً ثوريّاً قائماً على منازعة من ولاّهم الله أمر المسلمين في كل زمان ومكان (٥).

ويقول حسين آل عصفور:


(١) مؤلف شيعي اثنا عشري معاصر، صاحب كتاب: ((المبادئ العامة في الفقه الجعفري)).
(٢) ((المبادئ العامة للفقه الجعفري)) لهاشم الحسيني (ص:٣٨٥).
(٣) إمامي اثنا عشري معاصر، كان حياً عام (١٣٩١هـ)، وهو مؤلف كتاب: ((خمسون ومائة صحابي مختلَق))، ومؤسس كليّة أصول الدّين (الرافضية) ببغداد. انظر مقدّمة كتابه: ((خمسون ومائة صحابي)) (ص:١٩) و ((أصل الشيعة وأصولها)) (ص:٦٣).
(٤) ((أصل الشيعة وأصولها)) - المقدمة (ص:٥٩ - ٦٠).
(٥) واقرأ إن شئت من كتب القوم: ((ثورة الحسين)) لمحمد مهدي شمس الدين، و ((الشيعة والحاكمون))، لمحمد جواد مغنيّة، و ((الثورة البائسة))، للدكتور موسى الموسوي. وقال الموسوي نفسه في ((الشيعة والتصحيح)) (ص:٥٢) نصّاً: (ولستُ أدري كيف تدّعي الشيعة أنها من أنصار الإمام الحسين سيّد الشهداء وإمام الثائرين وهي تعمل بالتقية؟!).

<<  <  ج: ص:  >  >>