للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الأول: التوحيد عند الأشاعرة]

هذا من أهم الأبواب التي غلط فيها أهل الكلام – وفيهم الأشاعرة – وصار كلامهم فيه مشتملا على قليل من الحق وكثير من الباطل، ولاشك أن أسس الإسلام وقاعدته توحيد الله وحده لا شريك له.

والتوحيد والواحد والأحد عند الأشاعرة يشمل ثلاثة أمور:

١ - أن الله واحد في ذاته لا قسيم له.

٢ - وأنه واحد في صفاته لا شبيه له.٣ - وأنه واحد في أفعاله لا شريك له (١).وأشهرها عندهم وأقواها دلالة على التوحد النوع الثالث، وبه يفسرون معنى "لا إله إلا الله". والألوهية – عندهم – هي القدرة على الاختراع والخلق، فمعنى لا إله إلا الله لا خالق إلا الله (٢) ......

فسر الأشاعرة معنى التوحيد والواحد بهذه الأصول الثلاثة، وقد بين شيخ الإسلام ما في قولهم من الحق والباطل كما يلي:


(١) انظر في ذلك من كتب الأشاعرة: ((مجرد مقالات الأشعري)) لابن فروك (ص: ٥٥)، ورسالة الحرة للباقلاني – المطبوعة باسم ((الإنصاف)) – (ص: ٣٣ - ٣٤)، و ((الاعتقاد للبيهقي)) (ص: ٦٣)، و ((شرح أسماء الله الحسنى)) للقشيري (ص: ٢١٥)، و ((الشامل)) (ص: ٣٤٥ - ٣٤٨)، و ((الإرشاد)) (ص: ٥٢)، و ((لمع الأدلة)) (ص: ٨٦)، و ((إحياء علوم الدين)) (١/ ٣٣)، و ((الاقتصاد في الاعتقاد)) (ص: ٤٩)، و ((نهاية الإقدام)) (ص: ٩٠) وغيرها.
(٢) انظر: ((أصول الدين للبغدادي)) (ص: ١٢٣)، و ((الملل والنحل للشهرستاني)) (١/ ١٠٠)، و ((مجرد مقالات الأشعري)) (ص: ٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>