للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الأول: الدليل على الخلوات الصوفية حسب زعمهم يستدلون بما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((أول ما بدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد الليالي ذوات العدد -)) (١) إلخ الحديث.

يقول الفوتي:"فهذا الحديث المنبئ عن بدء رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأصل في إثبات المشايخ للخلوة لمريد من الطالبين" (٢).

والجواب:

١ - أن هذا الحديث بينه وبين الخلوة الصوفية فراق لا لقاء معه، فإن خلوة الرسول صلى الله عليه وسلم إنما كانت لتحبيب الله عز وجل له ليهيئه لحمل الأمانة العظمى.

٢ - كانت قبل أن يؤمر بتبليغ الناس الدين الإسلامي،

٣ - لم يأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أشار إليها ولا استحسنها لأمته على الطريقة الصوفية.

٤ - لم يفعلها أحد من الصحابة ولا من بعدهم من التابعين لهم بإحسان.

٥ - أنها تنافي ما هو ظاهر من الشريعة الإسلامية، بالاكتساب وبدعوة الناس ومخالطتهم، إلى غير ذلك من الأجوبة التي يدركها طلاب العلم.

والخلوة الصوفية بدعة مستحدثة، وليس فيها أي نفع لا للشخص ولا للمجتمع، يخرج منها مظلم الفكر محلاً للوساوس نافراً عن الناس.

المصدر:فرق معاصرة لغالب عواجي ٣/ ٩٤٨


(١) رواه البخاري (٣)
(٢) انظر: ما كتبه الفوتي) ص١٦١ - ١٦٨ (، وقد ذكرت ذلك هنا بتصرف

<<  <  ج: ص:  >  >>