للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١١) ادعى الصيادي أن الشيخ عبد القادر الجيلاني كان موجودا وقت الحادثة. وقد أراد الصيادي من ذكر الجيلاني أن يجعل منه شاهدا على ما حدث، ولكن أين شهادة الجيلاني نفسه بذلك وهو لم يذكر في مصنفاته كالمغني والفتح الرباني شيئاً من ذلك ولا روى عنه أصحابه ولا مترجموه أنه شهد على ذلك، بل لم يعرف عنه أبدا أنه رافق الرفاعي إلى الحج. أن الصيادي يأتي لنا بشهود لم يشهدوا. إذ لن يستطيع الجيلاني بعد موته أن يكذب هذه الدعوى المنسوبة إليه.

(١٢) أن هذين البيتين اللذين أنشدهما الرفاعي عند القبر منسوبان إلى غيره.

قال الشيخ الألوسي: «إن كثيراً من أهل العلم والأدب نسب البيتين إلى غير الرفاعي. قال الشيخ صلاح الدين الصفوي في تذكرته: حكي أن ابن الفارض لما اجتمع بالشهاب السهروردي في مكة أنشده:

في حالة البعد روحي كنت أرسلها ... تقبل الأرض عني وهي نائبتي

وهذه نوبة الأشباح قد حضرت ... فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي

قال: وممن نقل ذلك الشهاب الخفاجي في: كتابه (طراز المجالس). (١)

(١٣) أن المتصوفة قد اشتهر عنهم ادعاء مخاطبة الموتى والتلقي عنهم وكتبهم مشحونة بذلك. مثاله: أن أبا المظفر المنصور أنشد قصيدة عند قبر الشيخ الرفاعي فظهر صوت الرفاعي من القبر يقول له: وعليك السلام. (٢) وأن السيدة نفيسة - صاحبة الضريح - كانت كثيرا ما تكلم أحد المشايخ المتصوفة وهي في قبرها. (٣) وأن السيد أحمد البدوي أخرج يده من القبر ووضعها بيد الشعراني ليبايعه وكان من شروط المبايعة أن يكون تحت رقابة البدوي أينما ذهب فأقره البدوي وقال وهو في قبره «نعم». (٤) وهذه شبيهة بقصة مد النبي عليه الصلاة والسلام يده ليبايع الرفاعي حيث قال له: هذه البيعة لك ولذريتك إلى يوم القيامة. (٥)

المصدر:الطريقة الرفاعية لعبد الرحمن دمشقية - ص٤٠ - ٤٦


(١) ((غاية الأماني في الرد على النبهاني)) (١/ ٢٢٤ – ٢٢٥).
(٢) ((العقود الجوهرية)) (٧٧ – ٧٨)، ((ترياق المحبين)) (٨ و ٣٩) ط: ((البهية)) (١٣٠٤) مصر للشيخ تقي الدين عبد الرحمن الواسطي.
(٣) ((لطائف المنن والأخلاق)) (ص٤٠٣).
(٤) ((طبقات الشعراني)) (١/ ١٨٦).
(٥) ((المعارف المحمدية في الوظائف الأحمدية)) (ص٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>