للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الأول: مبادئ الطريقة]

تمتاز هذه الطريقة على مثيلاتها من الطرق بالاعتقادات التالية:

يعتقد المنتسبون لهذه الطريقة أن المؤسس الأول لها والواضع لأسسها ومبادئها هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، بالرغم من أن أبا بكر لا يعرف اسم هذه الطريقة. وزعموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((ما صب الله في صدري شيئاً إلا وصببته في صدر أبي بكر)) (١) (٢).

وجرى الصوفية على ربط أنفسهم باسم صحابي، لكي يكتسبوا به صبغة شرعية. فأغلب الطرق الصوفية تلتصق بعلي وسلمان الفارسي رضي الله عنهم. وكل منها تدعي تلقي العلوم المكتومة الباطنة من طريق علي الذي أوتي علم الباطن عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه محاذاة لطريق الروافض.

فهم يزعمون الكشف والتوفيق والإلهام وحصول القرب من الله. وهذا يمكن تقديم الدليل أنه من الله ويدعيه كثير من المبطلين الذين يتوصلون بدعاوى الكشف إلى إقناع العوام وتخديرهم وسرقتهم. فبضاعتهم في الحديث باطلة. وزاد الكوثري كذبة أخرى وهي أن: عبد الرحيم الهندي رأى في بعض الكتب أن أبا بكر رضي الله عنه كان يستعمل الذكر الخفي على طريقة النقشبندية مع حبس النفس ولا يتنفس إلا في الصباح. وكان يشم الناس رائحة اللحم المشوي فتضرروا من هذه الرائحة ظنا منهم أنه يطبخ اللحم، وشكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرهم أن هذه الرائحة التي يجدونها رائحة كبد أبي بكر وأنه ليس عنده لحم (٣).وعجبا للسرهندي كيف يدعي بأنه «كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ العلوم من الوحي فكذلك هؤلاء الأكابر (مشايخ الصوفية) يأخذونها بطريق الإلهام من الأصل» (٤). أي من الله مباشرة. مع أن أبا بكر لم يزعم أنه يأتيه كشف، ولا غيره من الصحابة. قالوا: ومن أبي بكر تسلسلت إلى طيفور بن عيسى أبي يزيد البسطامي وهذه مرحلة (الصديقية) ومنه إلى خواجة عبد الخالق الغجدواني وهذه المرحلة تسمى (طيفورية) ومنه إلى محمد بهاء الدين نقشبند وتسمى (خواجكانية) ومنه إلى عبيد الله أحرار وتسمى (نقشبندية) ومن محمد بهاء الدين نقشبند إلى الشيخ أحمد الفاروقي وتسمى (أحرارية) ومنه إلى الشيخ خالد وتسمى (مجددية) ومنه إلى خالد النقشبندي، وتسمى (خالدية) (٥) وأنشدوا قائلين (٦):

سرّ الطرائق ما بين الخلائق من ... إحسانه سار للأصحاب سائره


(١) أورده ابن الجوزي في ((الموضوعات)) (١/ ٣١٩) وقال ابن القيم في ((المنار المنيف)) (٢٤٠) موضوع، ومثله قال الفتني في ((التذكرة)) (ص٩٣)
(٢) ((الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية)) (ص ١٣) لمحمد بن سليمان البغدادي المتوفي سنة ١٢٣٤ ط: مكتبة الحقيقة تركيا. ((البهجة السنية في آداب الطريقة الخالدية العلية النقشبندية)) (٦ و٩) لمحمد بن عبد الله الخاني. ((الحدائق الوردية)) (ص١٨٨). ((رشحات عين الحياة)) (ص ٧) ألفه الشيخ علي بن حسين الواعظ الهروي سنة ٨٨٩ ط: المكتبة الإسلامية تركيا، ((ارغام المريد)) للكوثري (ص ٢٩). ((رسالة في تحقيق الرابطة)) (ص١٣) لخالد البغدادي الملقب بذي الجناحين ضمن كتاب ((علماء المسلمين وجهلة الوهابية)) ط: مكتبة الحقيقة - وقف الاخلاص بتركيا. ((مكتوبات الامام الرباني)) السرهندي (١٩٥ و٢٢٢ و٢٢٩). والحديث لا أصل له كما بينه ابن الجوزي في الموضوعات (١/ ٣١٩).
(٣) ((إرغام المريد)) للكوثري (ص٣٠).
(٤) ((مكتوبات الامام الرباني)) المسمى ((بالمكتوبات الشريفة)) (ص ٤١).
(٥) ((تنوير القلوب)) (٥٣٩ - ٥٤٠) ((السعادة الأبدية فيما جاء به النقشبندية)) (٣ ط): مكتبة الحقيقة اسطنبول.
(٦) ((الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية)) لعبد المجيد الخاني (٧و٨) المطبعة العامرة القاهرة ١٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>