للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الثالث: السجود للكعبة التي تزور الأولياء في الله وقد شبه محمد أمين الكردي الشيخ بالكعبة: «يسجدون إليها والسجود لله: فكذلك الشيخ» (١).وهذا تحريف لمعنى الوسيلة في القرآن. والثابت عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والسدي وابن زيد في قوله تعالى و َابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ [المائدة: ٣٥] «أي: تقربوا إلى الله بطاعته والعمل بما يرضيه» قال ابن كثير «وهذا الذي قاله الأئمة لا خلاف فيه» (٢).والكعبة مسجود إليها عند القوم فقد قال السرهندي الفاروقي شيخ الطريقة النقشبندية ومجددها الأكبر: «إن حقيقة الكعبة الربانية صارت مسجودا إليها للحقيقة المحمدية ... وكما أن صورة الكعبة مسجود إليها لصور الأشياء، كذلك حقيقة الكعبة مسجود إليها لحقائق الأشياء، فإن حقائق الأشياء عبارات عن الأسماء الإلهية ... وحقيقة الكعبة فوق تلك الأسماء» (٣).

وقد ذكر أن الكعبة قد تذهب للطواف حول أولياء الأمة وتتبرك بهم.

قال الغزالي «ومنهم من تأتي الكعبة إليه وتطوف هي به وتزوره» (إحياء علوم الدين ١/ ٢٦٩)

وذكر النبهاني أن الكعبة أتت إلى ابن عربي هي والحجر الأسود وطافت حوله ثم تتلمذت له وطلبت منه ترقيتها إلى المقامات العليا فرقاها، وناشدها أشعارا وناشدته (جامع كرامات الأولياء ١/ ١٢).

قال ابن عابدين النقشبندي: «وفي البحر عن عدة الفتاوى: الكعبة إذا خرجت من أرضها لزيارة أصحاب الكرامة ففي تلك الحال جازت الصلاة إلى أرضها» (حاشية ابن عابدين ١/ ٣٠٢ المطبعة الأميرية). فهذا إجماع من الصوفية بأجمعهم على أن الكعبة تقتلع من الأرض وتذهب شرقا وغربا حيث مقامات الأولياء وأضرحتهم لتتبرك هي بهم.


(١) ((المواهب السرمدية)) (ص ٣١٣) ((الأنوار القدسية)) (ص٥٢٥).
(٢) ((تفسير ابن كثير)) (٢/ ٥٢) ((زاد المسير)) (٢/ ٣٤٨) ((فتح القدير)) (٢/ ٣٨) ((تفسير الطبري)) (٦/ ١٤٦ - ١٤٧).
(٣) ((مكتوبات الإمام الرباني)) السرهندي الفاروقي (ص ١٨٠) ط: دار الكتب العلمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>