للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الحادي عشر: تصريحهم بوحدة الوجود]

كان بعض النقشبنديين يعتبون علي ويقولون: أنت تتصدى لمن يقولون لا إله إلا الله. لماذا لا تكرس جهودك ضد أعداء التوحيد وتترك الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وشأنهم؟!

ولكن ماذا تعني لا إله إلا الله عند هؤلاء؟ ولقد قال النقشبنديون: «معنى كلمة لا إله إلا الله بالنسبة إلى حال المنتهين: لا معبود إلا الله. وبالنسبة إلى حال المتوسطين: لا مقصود إلا الله. وبالنسبة إلى حال المبتدئين: لا موجود إلا الله» (١).يقول صاحب الرشحات: «قال بعض الأكابر في معنى لا إله إلا الله: أحيانا يقول في مرتبة سلوكه: لا معبود إلا الله وأحيانا لا مقصود إلا الله وأحيانا لا موجود إلا الله» (٢).وذكروا أن (لا إله إلا الله) ذكر العوام. و (الله) ذكر الخواص و (هو) ذكر خواص الخواص (٣). هكذا جعلوا (هو) أفضل وأعلى مرتبة في الذكر من لا إله إلا الله.

فهم يقولون: لا إله إلا الله ويفهمون أن الموجود الحقيقي ولا غير هو الله بل هو متجل في صور المخلوقات التي نراها كلها!!! ويستحق المرء عندهم أن يوصف بأنه عالم بعلم التوحيد «إذا اعتقد توحيد الأفعال والصفات والذات وتقرر في قلبه أن لا فاعل في الوجود إلا الله. فحينئذ يقال لمثل هذا: إنه عالم بعلم التوحيد» (٤).

المصدر:الطريقة النقشبندية لعبد الرحمن دمشقية - ص ٣٨ فما بعدها


(١) كتاب ((السبع الأسرار في مدارج الأخيار)) (ص٨٦).
(٢) ((رشحات عين الحياة)) (ص١٤١).
(٣) ((رشحات عين الحياة)) (ص١٨٥) ((المواهب السرمدية)) (ص١٦٢).
(٤) ((رشحات عين الحياة)) (ص٢١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>